الموضوع: طبيب دوار بطبه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-13-2012, 02:49 AM
أخت البحرين أخت البحرين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: 35
المشاركات: 51
معدل تقييم المستوى: 13
أخت البحرين is on a distinguished road

Icon15 طبيب دوار بطبه


بسماللهالرحمنالرحيم
وصلىاللهعلىمحمد وآلهالطاهرين
قال أمير المؤمنين عليه السلام واصفاً رسول الله صلى الله عليه وآله: طبيب دوار بطبه ، قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه ، يضع ذلك حيثالحاجة إليه من قلوبٍ عُمي وأذان صمٍ وألسنةٍ بكم متتبعٌ بدوائه مواضع العلة ،ومواطن الحيرة
لا يعرف العظيم إلا العظيم .. وصفٌ دقيق من الأمير لأخيه رسول الله صلى الله عليه وآله يُبين فيه الأسلوبالعظيم الذي انتهجه خير المرسلين للدعوة إلى الله وانتشال تلك النفوس القابعة فيالجهل والعقول الغارقة في الضلال ، فهو صلى الله عليه وآله كالطبيب المتنقل الحامللأدوات الوصف والعلاج على ظهره يحوم بها على البيوت ليقي أهلها العلل ويُداويهم منوالأمراض ، لا ينتظر أحداً يطرق باب عيادته يشكو إليه علته ضاجاً صارخاً من كثرةالأوجاع ملتمساً الشفاء ليرتاح ويهنأ بحياة الإستقرار بإيجاد العلاج الناجع لأوجاعهوآلامه الفرق كبير بين الطبيبين ، فطبيب الأبدان ينتظر المريض وطبيب النفوس أعني بهرسول الله صلى الله عليه وآله يذهب بأدواته ليدخل إلى تلك النفوس بقلبه الحانيوخُلقه العظيم ليُداويها من العلل النفسية والإجتماعية التي أصيبت بها بفعل الشيطانالرجيم واتباع الهوى
قدأحكم لذلك مراهمه: أي انتهج اللين والرفق والحكمة وطيبالتعامل مع من يرى فيه القابلية للعلاج ،وأحمى مواسمه: أي أنه انتهجأسلوب الشدة لمن كابر وعاند وتعدى حدود العزيز الحكيم ، لأن مرضهمُعدٍ وخطير ، وبقاؤه يفسد جسد الأمة فلا علاج له هنا إلا استئصال ما به من علةبالقوة ، فالحاجة هنا تتطلب القوة مع من يحمل قلباً قاسياً وأذناً صماء ، ولساناًأبكماً ، فهو صلى الله عليه وآله لا يُقدم وصف العلاج القاسي على العلاج السهل ،ولا يستخدم القوة إلا إذا رأى أن اللين لا يُجدي ولا يشفي ..
هذا هو رسول الله كما وصفه من قال فيه صلى الله عليه وآلهيا علي لا يعرفني إلا اللهوأنتوصفه في جانب من جوانب التبليغ لشريعة الله التي بقيت خالدة ما بقي الزمان بسببالتشخيص الدقيق منه صلى الله عليه وآله لعلة النفوس وإيجاده للعلاج الناجع لها
أهدي هذا المقال إلى مقامصاحب العصرعجل الله فرجه المُظهر لدينالمصطفى على الدين كله بانتهاجه في تشخيص أمراض الأمة في هذا الزمان الذي استشرىفيه الفساد كالسرطان وإيجاد العلاج الشافي لها لتصلح بعظيم خُلقه وتستنير بنور علمهوتسود على الأمم بعزة الله وحكمة ولي الله القائم بأمر الله والمظهر لعدل الله علىهذه الأرض ، راجياً بذلك القبول من الله والرضا من مولاي خاتم أوليائهالمهدي المنتظرعليه وآبائه الصلاةوالسلام
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة