[خديجة علي]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة اله وبركاته

رمضان كريم


نحن ورمضان

نفاجأ بأننا أصبحنا نؤدي الفروض بغير روح ، وهذا أقصى ما يربطنا بالإسلام ... قلوبنا منغمسة في حب الدنيا .. وآخر ما يخطر ببالنا هو التفكير في أمر الآخرة ، وكأن النار قد خلقت لغيرنا ، أما نحن فقد ضمنا الجنة وأمنا مكر الله...

كأن القلوب ليست منا ، وكأن هذا الكلام يعنى به غيرنا ، وكأن آيات ذكر النار في القرآن الكريم ، وما أعده الله لأهلها لا تخصنا ... لم هذه الغفلة؟؟ ماذا ننتظر؟؟ ومتى نفيق؟

هل نسوّف ونؤجل حتى نفاجأ بملك الموت يقبض أرواحناونكون ممن قيقولون يوم القيامة (( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)).

إن الموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، ومع ذلك ..ضعف هذا اليقين في قلوبنا وبات طول الأمل هو المسيطر على حياتنا ، فانعكس ذلك على تصرفاتنا وأفعالنا ... فملأ الحقد قلوبنا وانشغلنا بعيوب الناس وتركنا عيوبنا.

يرى أحدنا القذى في عيني أخيه ولا يرى الجذع في عينيه. أكثر ما يجمعنا هو اللهو والضحك.. فإذا نادى المنادي أن هلموا إلى ربكم وهيا بنا نؤمن ساعة.. نفر ونختلق الأعذار للتهرب من الاتقاء على الطاعة.

فيا أخواني وأخواتي.. فلنجدد أنفسنا ، ولنزكي أرواحنا ، ولنستعن بالصلاة والصيام والطاعة والقيام ، ولنجدد التوبة النصوح ، لنرضي ربنا ، فيريضى بها عنا .. ولنحذر أن يمر بنا رمضان نفلا تصقل به النفوس ولا تزكى به السرائر ، ولا تطهر به الأرواح .. وليس بجميل أن ينادي الحق تبارك وتعالى وقد جاء رمضان ..يا باغي الشر أقصر ، ويا باغي الخير هلم ، فلا يبادر المسلمون إلى الإجابة ، ولا يسارعون إلى تلبية الداعي البر الرحيم.