عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-28-2011, 05:44 PM
دفئ القلوب دفئ القلوب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 







افتراضي





ذكرى استشهاد يتيمة الحسين السيدة رقية عليها السلام





قال في المنتخب

كان للحسين (ع) بنت صغيرة يحبها وتحبه، وقيل كانت تسمى رقية، وكان لها ثلاث سنين وفي مقتل الحسين لبحر العلوم كان عمرها أربع سنين، وكانت مع الأسرى في الشام، وكانت تبكي لفراق أبيها ليلها ونهارها وكانوا يقولون لها هو في السفر، فرأته ليلة في النوم، فلما انتبهت جزعت جزعا شديدا، وقالت: ائتوني بوالدي وقرة عيني، وكلما أراد أهل البيت إسكاتها ازدادت جزعا وبكاء، ولبكائها هاج حزن أهل البيت فأخذوا في البكاء، ولطموا الخدود، وحثوا على رؤوسهم التراب، ونشروا الشعور، وقام الصياح

فسمع يزيد صيحتهم وبكائهم فقال ما الخبر؟ قيل له إن بنت الحسين الصغيرة رأت أباها بنومها فانتبهت وهي تطلبه وتبكي. فلما سمع ذلك قال: ارفعوا إليها رأس أبيها وحطُّوه بين يديها تتسلى به، فأتوا بالرأس في طبق مغطى بمنديل

جابوه او شافتهم امن ابعيـدا

و صاحت هله ابراسك يلعميد

يهلال عزنـه ابليلـة العيـد

ليش اگطعت بينـه يصنديـد

او عفتنه اويه ناس موش اجاويد

فوضعوه بين يديها فرفعت المنديل وضمت الرأس إلى صدرها وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك يا أبتاه من ذا الذي قطع وريديك يا أبتاه من ذا الذي ايتمني على صغر سنى

يا أبتاه من ليتيمة حتى تكبر، يا أبتاه من للنساء الحاسرات، من للأرامل المسبيات، يا أبتاه من للعيون الباكيات، يا أبتاه من للضائعات الغريبات، يا أبتاه من لنا بعدك، يا أبتاه من لنا بعدك، يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني توسدت التراب ولا أرى شيبك مخضباً بالدماء

ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتى غشي عليها

قال الإمام زين العابدين (ع)

عمه زينب ارفعي اليتيمة من على رأس والدي فإنها فارقت الحياة

عمه يزينب گومي ليهـا

شيليها عن راسه وليهـا

ماتت الطفله من بچيهـا

واختي انكسر گلبي عليها

قيل وأحضر لها أهل البيت مغسلة لتغسلها، فلما جردتها عن ثيابها قالت: لا أغسلها، فقالت لها زينب (ع) ولم لا تغسليها؟ قالت: أخشى أن يكون فيها مرض، فإني أرى أضلاعها زرقا، قالت: والله ليس فيها مرض، ولكن هذا من ضرب سياط أهل الكوفة. قال في معالي السبطين: وكان متنها مجروحا من كثرة الضرب

من جلـة الوالـي علينـه

يضربونه او نشگف بدينه

او يشتمون حامينه او ولينه

إتمنينه أبو فاضـل العينـه

ايشاهد اخلافه اشصار بينه

قال أرباب المقاتل


فأمر الإمام السجاد بغسلها وكفنها ودفنها في الخربة وذكر السيد بحر العلوم عن بعض الأكابر أن أم كلثوم كان جزعها وبكاؤها ونحيبها على تلك الطفلة أشد وأبلغ من باقي العيال فما كانت تهدأ وتسكن طيلة تلك المدة التي قضوها في الشام

فقالت لها العقيلة زينب يا أخيه ما هذا الجزع والبكاء كلنا أصبنا بفقد هذه الطفلة ولم يخصك المصاب وحدك؟

فقالت لها يا أختاه لا تلوميني كنت واقفة عشية أمس بعد العصر وإلى جنبي هذه الطفلة بباب الخربة في وقت انصراف أطفال الشام من مدارسهم إلى بيوتهم وأهاليهم فكان بعضهم يقف بباب الخربة للتفرج علينا ثم يذهب فقالت لي هذه الطفلة عمه إلى أين يذهب هؤلاء الأطفال؟ قلت لها إلى منازلهم وأهاليهم فقالت

فقالت لي عمه ونحن ليس لنا منزل ولا مأوى غير هذه الخربة وأنا يا أختاه كلما ذكرت هذا الكلام منها لم تهدأ لي زفرة ولم تسكن لي عبرة


حگها لو بچت واتهـل العيـون

عليها او دوم ظل الگلب محزون

مهي ماتت ابغربه او سود المتون

اشيريد الگلب يحمل سهم سهمين










رد مع اقتباس