عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-27-2010, 05:40 PM
فلسفة واقعنا... فلسفة واقعنا غير متواجد حالياً
VIB
 







افتراضي


كلمات أهل البيت عليهم السّلام في المختار
• روى الأصبغ بن نُباتة، قال: رأيت المختار ( وهو طفل ) على فَخِذ أمير المؤمنين عليه السّلام وهو يمسح رأسَه ويقول: ياكيّس، ياكيّس (13).
• وحين بعث المختار برأس عبيدالله بن زياد ورأس عمر بن سعد إلى الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام، خرّ ساجداً وقال عليه السّلام: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي، وجزى اللهُ المختارَ خيرا (14).
أو في رواية ابن نما: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري مِن عدوّي، وجزى اللهُ المختارَ خيرا (15).
• وحين بعث المختار برأس عمر بن سعد.. دعا محمّد بن الحنفيّة قائلاً: اللهمّ لا تنسَ هذا اليومَ للمختار، واجْزِه عن أهل بيت نبيّك محمّدٍ خيرَ الجزاء.. فواللهِ ما على المختار بعد هذا مِن عتب! (16).
وفي رواية أخرى: ثمّ حمل المختار رأس ابن زياد ورؤوس القوّاد إلى مكّة.. ومعها ثلاثون ألف دينار إلى محمّد بن الحنفيّة، وكتب معهم: إنّي بعثت أنصاركم وشيعتكم إلى عدوّكم، فخرجوا محتسبين أسِفين، فقتلوهم، فالحمد لله الذي أدرك لكم الثأر، وأهلكهم في كلّ فجٍّ عميق، وغرّقهم في كلّ بحر، وشفى اللهُ صدور قومٍ مؤمنين.
فقَدِموا بالكتاب والرؤوس على ابن الحنفيّة.. فلمّا رآها خرّ ساجداً ودعا للمختار، وقال: جزاه اللهُ خيرَ الجزاء، فقد أدرك لنا ثأرنا، ووجب حقُّه على كلِّ مَن وَلَدَه عبدالمطّلب بن هاشم. اللهمّ واحفَظْ لإبراهيم الأشتر وانصره على الأعداء، ووفّقْه لِما تُحبّ وترضى، واغفرْ له في الآخرة والأُولى (17).
• وجاء عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام ـ وهو الذي كان حاضراً في واقعة طفّ كربلاء وعمره ثلاث أو أربع سنوات، فشاهد المأساة العظمى بعينه ـ: لا تسبّوا المختار؛ فإنّه قد قتلَ قتلَتَنا، وطلب بثأرنا، وزوّج أراملَنا، وقسم فينا المالَ على العسرة (18).
وتمضي الأيّام.. فيقدم أبو محمّد الحكَمُ بن المختار الثقفيّ على الإمام الباقر عليه السّلام، فيقول له الإمام: رَحِمَ اللهُ أباك، ما ترك لنا حقّاً عند أحدٍ إلاّ طلَبَه، قتلَ قتَلَتَنا، وطلب بدمائنا (19).
• وبعد الإمام الباقر سلام الله عليه.. يقول ولدهُ الإمام جعفر الصادق عليه السّلام في معرض ثناءٍ على المختار: ما امتشطتْ فينا هاشميّة ولا اختضبت.. حتّى بعث إلينا المختارُ برؤوس الذين قتلوا الحسينَ صلوات الله عليه (20).

بعد هذا..
لا يُرتضى أن تُقبَل أخبارُ الذمّ والقدح في المختار إلاّ أن تُوجَّه.. أنّ بعضَها موضوع للانتقام من هذا الرجل الذي انتقم من بني أميّة وآل بني أُميّة، فقتل رؤوس النفاق وسحق جيش العدوان الذي زحف إلى قتل الحسين عليه السّلام وأهل بيته وأصحابه، وإلى سبي عياله ونسائه وأطفاله. فماذا يُنتظر من الموتورين غير تشويه الحقائق وإخراج المختار بصورة مشوَّهة ممقوتة!
وربّما كان البعض الآخَر من الأخبار محمولاً على التقيّة، إذ الانتصار للمختار فيما بعد يعرّض إلى الأذى حتّى يبلغ القتل أحياناً، تشفّياً من مُوالي أهل البيت عليهم السّلام. وهنا يحسن أن نأتي بكلام ابن نما الحلّيّ في هذا الموقع، حيث يقول:
ودعاء السجّاد عليه السّلام للمختار ( جزى اللهُ المختارَ خيرا ) دليلٌ واضح، وبرهان لائح، على أنّ المختار عنده لَمِن المصطفَينَ الأخيار. ولو كان المختار على غير الطريقة المشكورة، ويُعلَم أنّه مخالف له في اعتقاده.. لَما كان يدعو له دعاءً لا يُستجاب، ويقول فيه قولاً لا يُستطاب، وكان دعاؤه عليه السّلام له ـ إذن ـ عبثاً، والإمام منزَّه عن ذلك. ثمّ قال ابن نما: وقد أسلفنا من أقوال الأئمّة في مطاوي هذا الكتاب ( أي: رسالة شرح الثار على جُلّ أحوال المختار ) تكرارَ مدحِهم له، ونهِيهم عن ذمّه، ما فيه غُنْيةٌ لذوي الأبصار، وبُغيةٌ لذوي الاعتبار. وإنّما أعداؤه عملوا له مثالبَ؛ ليُباعدوه من قلوب الشيعة، كما عمل أعداءُ أمير المؤمنين عليه السّلام له مساوي، وهلك بها كثيرٌ ممّن حاد عن محبّته، وحال عن طاعته.
وقبل ذلك قال ابن نما في عتابه على مَن ذمَّ المختار: اعلمْ أنّ كثيراً من العلماء.. لا يحصل لهم التوفيق بفطنةٍ تُوقفُهم على معاني الألفاظ، ولارويّةَ لهم تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ. ولو تدبّروا أقوال الأئمّة في مدح المختار، لعلموا أنّه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى جلّ جلالُه في كتابه المبين (21).
هذا.. ولو كان المختارُ مذموماً خارجاً عن طريق الإسلام، منحرفاً عن أهدافه السامية، لَما وُفِّق ذلك التوفيق الفريد بحصد رؤوس قتلة سيد الشهداء عليه السّلام وقَتَلةِ وأهل بيته والخِيرَة من أصحابه.



فرحمه الله وأجزل له العطاء، ورُزق
شفاعةَ المصطفى سيّد الرسل والأنبياء،
وشفاعةَ الأئمّة الهداة الأمناء.




رد مع اقتباس