عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-28-2011, 05:37 PM
دفئ القلوب دفئ القلوب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 







افتراضي





حضرت السيّدة رقية عليها السلام واقعة كربلاء ، وهي بنت ثلاث سنوات ، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى ، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من القتل ، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت عليهم السلام إلى الكوفة ، ومن ثَمّ إلى الشام

وفي الشام أمر اللعين يزيد أن تسكن الأُسارى في خربة من خربات الشام ، وفي ليلة من الليالي قامت السيّدة رقية فزعة من نومها وقالت : أين أبي الحسين ؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً ، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهن سائر الأطفال ، وارتفع العويل والبكاء

فانتبه يزيد لعنه الله من نومه وقال : ما الخبر ؟

فأخبروه بالواقعة ، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها ، فجاءوا بالرأس الشريف إليها مغطّى بمنديل ، فوضع بين يديها ، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك ؟

يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك ؟

يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي ؟

يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه ؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر ؟

ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف ، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها ، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة ، فعلى البكاء والنحيب ، واستجدّوا العزاء ، فلم يرى ذلك اليوم إلاّ باك وباكية





آني رقيه آني السبيه



جرح اليتم

ياللي اتركتني بجرحين

جرح اليتم و الحادي

ظلموني بعدك يحسين

و نار الألم بفؤادي







أنا رقيه الطفلة المظلومه

أنا اليتيمة الواله المحرومه

أنا اللي عاشر صب عليّ همومه

ابقى غريبه و ضايعه و مهضومه

و بصدري نيران الحزن مضرومه

وأنا اللي كنت مدلـله و مخدومه

ما احتمل نار البين

هالتجري بين أقيادي

جـيبوا لي جيبوا لي حسين

يا عمه وين سنادي







بالشام حين الطشت صار قبالي

ظنيته زاد و ما شغل دلالي

ما كنت اظنه رأس ابوي الغالي

من شفت حال الابو تغير حالي

و تبددت كل دنيتي و آمالي

بعد العطوف اللي ما يفارق بالي

كنت ارتجي نور العين

روح الحبيب الهادي

عني رحل ابوي احسين

و أظلم عليّ الوادي







ليت انعمت عيني ولا شافت راسه

خده تريب مهشمات اضراسه

مغمض عيونه لا اشوف احساسه

يعرف رقيه ابنيته الحساسه

من يبطي ناحت دون أهله و ناسه

ما يبقى ليها نفس بعد انفاسه

جسم الابو صاير وين

يا رأس بنته تنادي

مشتاقه يا ابوي احسين

شوقي بدمعتي بادي







يا رأس ابوي توسد بأحضاني

و أذكر حنانك الاولي بوجداني

ارجوك ما اتحمل بعدك ثاني

تأخذ رضيعك للردى و تنساني

بعدك غريبة يا هلى و اوطاني

خذني يا ابوي خذني من احزاني

قلبي توزع شطرين

يا عزوتي و امجادي

خذني بحنانك يحسين

و تقبل استشهادي





لـ الشاعر علي ابراهيم







رد مع اقتباس