عرض مشاركة واحدة
  #554  
قديم 12-11-2012, 03:35 AM
عاشقة العترة... عاشقة العترة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحوار والنقاش
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: اَلاَنساَن اَلذي..لاَيفهم صمتك..كيف له ..!أن يفهمك حين تتحدث؟!
المشاركات: 12,818
معدل تقييم المستوى: 27
عاشقة العترة will become famous soon enough

افتراضي


الحصة : الثانية
اليوم : الأحد
المادة : قراءة للصف الأول ..

بدأ الطلاب يعملون في حل تدريب كتابي ، انتهى البعض وبدأت أتجول بينهم لأصوب لمن انتهى منهم .


كنت ومازلت أحمل مسبحة لا تفارق جيبي .

وبينما كنت منحنيا للتصويب لأحد الطلاب ، وإذا بالمسبحة قد ظهر جزء منها .

أحسست بمن يعبث بها ،
لم ألتفت ولكن نظرت نظرة تحت يدي فمن شاهدت ؟

أحد الطلاب يداعب المسبحة ويبتسم ابتسامة حنونة ..

أخرجت السبحة ووضعتها في حجره دون أن ألتفت .

اتجهت للسبورة وعدت للشرح ثم طلبت من الصغار التجهز للفسحة .

لمحت الصغير وإذا به قد وضع المسبحة فوق الطاولة بين يديه يدعكها بقوة ثم يشمّها .

قرع الجرس وخرج الأطفال والطفل باق في مكانه تشاغلت عنه ، فتقدم الطفل وقال : " يبه "..

توقف ثم قال :
"أستاذ سبحتك"..

مددت يدي لأخذها
وحينها أمسك الطفل بيدي وقبّلها .

وقال :
" أنا أحبك يا أستاذ "
فانحنيت وقبّلت رأسه .

خرج من الصف ، وبذهني استفهامات كثيرة .

خرجت , وفي أحد أروقة المدرسة قابلت الوكيل وسألته عن ملفات الطلاب .

وصلت لملف الطفل فتبين لي أن والده توفي في حادث قبل بداية المدرسة بشهر .

كان الطفل يتمنى أن يشاركه والده يومه الأول ..

وبلا نظريات علم النفس أرادني الطفل أبا بديلا ..

بدأت أعزز طفلي بالملامسة والسلام , وفي الطابور أقف بجانب الطفل وأتابعه طوال اليوم .

نجح للصف الثاني .

وأذكر أنه كان يلعب كرة القدم فضربه أحد زملائه ،
فانطلق باكيا إلى غرفة المعلمين , ثم اتجه إلي ودموعه تسيل وقال :
فلان ضربني
قلت له : ما له حق
قال : قم احسب لي بلنتي
قلت : أبشر

خرجت معه وأعلنت احتجاجي للحكم ( معلم التربية البدنية )
فامتثل وأخذت الصافرة وأعلنت بلنتي وسدد صغيري الكرة .

صغيري الآن اجتاز المستوى الثالث في كلية اللغة العربية .

لن أنساك يا ماجد فأنت بعد الله من كنت سببا في لين قلبي وعلمتني كيف تكون التربية والتعليم ..

كل مرة أسرد القصة تغالبني دموعي وهذه المرة أرهقتني بحق !

تفقد حاجات من حولك فربما كنت باب الفرج بعد الله تعالى في حياتهم
سلام الله عليك ياابا الحسن
في عهدك ماكان في يتيم
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة