عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-27-2012, 10:30 PM
دفئ القلوب دفئ القلوب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: ؟
المشاركات: 1,148
معدل تقييم المستوى: 16
دفئ القلوب is on a distinguished road

افتراضي







زواجها



كان أمير المؤمنين عليه السلام يرد الطالبين بزواجها وعندما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الكفؤ لعقيلة بني هاشم الذي لُقب بـ(بحر الجود)، وافق أمير المؤمنين عليه السلام على زواجه منها.. فأبوه جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية من المهاجرات المؤمنات المعروفة بالتقى والصلاح والتي عبّر عنها الإمام الصادق عليه السلام بالنّجيبة

وزينب عقيلة بني هاشم رغم أنها تزوجت وانتقلت إلى بيت ابن جعفر إلاّ أنها لم تتخل عن المسئولية لتدير بيت أبيها وتهتم بشئون أخويها وتصبح المسئولة بهم أولاً وآخراً، فقد انتقلت من المدينة إلى الكوفة تبعاً لانتقال مركز الخلافة وكان بمعيتها زوجها وأولادها لتعيش على مقربة من الإمام بصفتها الإبنة الكبرى لعلي عليه السلام بعد وفاة أمها فاطمة عليها السلام

وزينب بحكم مركزها في البيت العلوي تختلف عن باقي النساء، فصُورُ مأساة فقدِ جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمِها الزهراء عليها السلام ما زالت عالقةً في ذهنها، وقد شاركت بذلك الأحداث ومشاكل الحركات التي ثارت في وجه أبيها التي كان آخرها رؤيتها له صريعاً في محرابه بسيف الشقي بن ملجم، كما قد سمعت وصية أبيها أمير المؤمنين عليه السلام بأن رسول الله أمره أن يوصي إلى ابنه الإمام الحسن عليه السلام بالإمامة وولاية الأمر، ويأمره أن يدفعها لأخيه الحسين عليه السلام من بعده ثم لابنه علي بن الحسين عليه السلام ثم لابنه محمد عليه السلام .. فلم تكن زينب عليها السلام بمعزل عن هذه الوصية و
مع الحسين عليه السلام

والله لا أعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد.." فهمت زينب عليها السلام من خلال كلمات الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته، أبعاد الموقف المرتقب ألا وهي تحمل مسئولية القضية التي ضحى من أجلها الإمام الحسين عليه السلام في نشر نهضته الجبارة في وجه الباطل، تلك النهضة التي هي امتداد للرسالة التي جاء بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.

ظهور صفات المعصومين في زينب عليها السلام

هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء عليها السلام

1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على سيطرتها التكويني على كلِّ شئ

2-العلم اللدني الذي اكتسبته زينب عليها السلام من الإمام الحسين عليه السلام وهو علم الإمامة، قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام فقد كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر كلّ شئ في خطبتها العظيمة في الكوفة والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكيةو كانت زينب عليها السلام آن ذاك في السابعة من عمرها ، فكيف استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا؟ فلولا اتصالها بالغيب لما استطاعت زينب أن تنقل هذه الخطبة الغراء ذات المحتوى العميق!

وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة ، وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقايسهما معاً ، وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد

ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين

فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله ، أما زينب عليها السلام فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة، ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب عليها السلام وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة ،وهذا يدل على ارتباطها المعنوي بعالم الملكوت الأعلى كما كانت أمها الزهراء، فزينب عليها السلام رغم أنها كانت تلعنهم وتتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم

والله إن شبابكم هو خير الشباب

كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها



أجل إنها بطلة الكرب والبلاء، عقيلة الهاشميين؛ عقيلة الطهر والكرم

يا سيدتي يا زينب
بك وصف الصبر، وقلة هم الذين عرفوك وأدركوك، كنت قمّة في القوة، قمة في الجهاد، قمة في الصبر، قمة في الكمال والعظمة، ونموذجاً فريداً في الصلابة والعزيمة، ومثالاً وقدوة للنساء والفتيات والأمهات والأخوات، ولاشك في ذلك فإنك قد ورثت تلك الصفات عن أبيك وأمك وجدك وأخويك وأمك سيدة نساء العالمين
محطات قدسية ... في عالم النور

الاسم الزهي
« زينب»

وهو اختيار من الله تبارك شأنه

ومعناه اسم لشجر حَسَن المنظر طيّب الرائحة
عالمين



محطات قدسية ... في عالم النور

الاسم الزهي

« زينب»

وهو اختيار من الله تبارك شأنه

ومعناه اسم لشجر حَسَن المنظر طيّب الرائحة

سـر أســـم زينــب

السلام على سيدتنا ومولاتنا العقيلة الصابره (الحوراء زينب
عليها السلام)

لا يخفى أن
السيدة الحوراء زينب
عليها السلام رضيعة الرسالة

والعصمة وربيبة الوحي والقرآن وأول أبنة لقسيم الجنة والنار

وساقي الكوثر يوم الحشر والنشر

وأبنة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليهم السلام

وكان أسمها
زينب عليها السلام ، فإن أسمها المبارك الحوراء زينب



وزينب في اللغة



اسم شجر حسن المنظر طيب الرائحة

وبه سميت المرأة أو أن اسم مأخوذ من

زين اب يعني زينة ابيها وبهذا الاعتبار عبر البعض عنها بأنها عليها السلام

زين ابيها كما ان الزهراء عليها السلام ام ابيها وهو تقابل جيد حسن


وعليه فلو أخذ الحوراء زينب من

زين اب بعد سقوط الالف

منها للتخفيف أو لكثرة الاستعمال ، فهو مما يناسبها

لأنها كانت بإيمانها وتقواها وعلمها وفضلها زينة وفخراً

في التاريخ لابيها أمير المؤمنين عليه السلام

بل لأهل البيت عليهم السلام اجمعين

من اسرار اسم السيده الحوراء زينب عليها السلام

أن كل حرف من حروف الهجاء الاربعة

لاسم الحوراء
زينب
يرمز الى عظيم من العظماء ويشير اليه

وينبيء عن انها قد ورثت العظمة منهم

فكانت خير وارث لمحاسنهم والخلف الصالح لهم

والدليل الصادق على مآثرهم


فالزاء



يرمز الى أمها الزهراء عليها السلام

لما ورثته من أمها عليها السلام

من الصبر والصمود والتضحية والفداء


والياء


يرمز الى أبيها علي عليه السلام

لما ورثته منه عليه السلام من الشجاعة

والشهامة والحلم والعلم


والنون


يرمز إلى أخويها الإمامين

الحسن والحسين عليهما السلام

لما ورثته منهما عليهما السلام

من فضائل ومكارم وأخلاق وأدب


والباء


يرمز إلى النبي جدها المختار الرسول الأعظم

صلى الله عليه وآله وسلم لما ورثته منه

صلى الله عليه وآله وسلم من عز وشرف وسؤدد وسيادة


وحيث أن الله تبارك وتعالى اراد بيان فضل هذه السيدة الكريمة


بضعة الرسالة وربيبة الامامة وكريمة اهل البيت وعقيلة بني هاشم

اصطفاها واختار لها لها اسم
زينب وتسميتها باسم زينب


من قبل الله تبارك وتعالى هي منقبة عظيمة

لم ينلها الا خاصة من عباد الله المقربين




إستجابة دعائها - عليها السلام

قد استجاب الله عزّ وجلّ دعاء العقيلة زينب
- عليها السلام - في يوم عاشوراء مرات عديدة, كيف لا وهي المظلومة المهضومة المسبية, وقد عرفنا أنّ دعوة المظلوم أنفذ من السهم, ونذكر هنا بعضاً من المواقف التي استجاب الله دعاءها - سلام الله عليها -

1/ روى أهل المقاتل: أن شامياً تعرّض لفاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام, فدعت عليه زينب - عليها السلام -, فقالت - سلام الله عليها -: الحمدُ لله الذي عجّل لك بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة

2/ أن امرأة في الكوفة تسمّى " أُم هجام " أهانت رأس الحسين - عليه السلام - عند المرور به على قصرها, فدعت زينب
على قصرها بالهجوم, فوقع القصر في الحال وهلك مَن فيه, وكانت هذه المرأة الخبيثة من نساء الخوارج

3/ ودعت على رجلٍ سلبهم في كربلاء, فقالت - عليها السلام -: قطع الله يديكَ ورجليكَ وأحرقكَ الله بنار الدنيا قبل نار الآخرة. فوالله مامرّت الأيام حتى ظهر المختار وفعل به ذلك ثم أحرقه بالنار


أُمّ المصائب

تُسمّى العقيلة زينب سلام الله عليها أمَّ « المصائب »، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهَدَت مصيبةَ جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومحنةَ أمّها فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ثمّ وفاتها؛ وشاهدت مقتلَ أبيها الإمام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه، ثمّ شاهدت محنةَ أخيها الحسن سلام الله عليه ثمّ قَتْله بالسمّ، وشاهدت أيضاً المصيبةَ العظمى، وهي قتل أخيها الحسين عليه السّلام وأهل بيته، وقُتل ولداها عَونٌ ومحمّد مع خالهما أمام عينها، وحُملت أسيرةً من كربلاء إلى الكوفة، وأُدخلت على ابن زياد في مجلس الرجال، وقابلها بما اقتضاه لُؤمُ عنصره وخِسّةُ أصله من الكلام الخشن الموجع وإظهار الشماتة المُمِضّة. وحُملت أسيرةً من الكوفة إلى ابن آكلة الأكباد بالشام، ورأسُ أخيها ورؤوس ولدَيها وأهل بيتها أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق، حتّى دخلوا دمشق على هذه الحالة، وأُدخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مُقرّنون بالحبال

ثواب البكاء على مصائب زينب عليها السّلام

روي أنّ جبرئيل عليه السّلام لمّا أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يجري على زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السّلام من المصائب والمحن، بكى النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال: من بكى على مصاب هذه البنت، كان كمن بكى على أخوَيها الحسن والحسين عليهما السّلام

ومن الجليّ أنّ البكاء على مصائب أهل البيت عليهم السّلام والتلهّف والتوجّع لِما أصابهم، يتضمّن معنى مواساتهم والوفاء لهم وأداء بعض حقوقهم التي افترضها الله تعالى في آية المودّة وغيرها، فقال عزّ مِن قائل: قُل لا أسألُكُم عليه أجراً إلاّ المودّةَ في القُربى

وقد روى علماء المسلمين أنّه لمّا نزلت هذه الآية الكريمة قالوا: يا رسول الله، مَن قَرابتُك الذين وَجَبَت علينا مودّتُهم ؟ قال صلّى الله عليه وآله: عليّ وفاطمة وابناهما

كما يتضمّن البكاء على مصائب العترة الطاهرة انتماءً من المؤمن الباكي إلى صفّ أهل البيت عليهم السّلام، وإعلاناً منه لنفوره من أعداء أهل البيت عليهم السّلام وقتلتهم، وإدانةً منه لتلك الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حقّ العترة الطاهرة، وإعلاناً من الباكي عن استعداده للسير تحت لوائهم والانضواء في رَكبهم والالتزام بنهجهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

احترام الإمام الحسين عليه السّلام لأخته زينب عليها السّلام

نُقل عن الإمام الحسين عليه السّلام أنّه كان إذا زارته زينب عليها السّلام، يقوم إجلالاً لها، وكان يُجلِسُها في مكانه

وقال السيّد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي

ويكفي في جلالة قَدْرِها ونَبالةِ شأنها ما ورد في بعض الأخبار من أنّها دخلت على الحسين عليه السّلام، وكان يقرأ القرآن، فوضع القرآن وقام لها إجلالاً


السيّدة زينب عليها السّلام مفسّرة القرآن

ذكر أهلُ السِّيَر أنّ العقيلة زينب عليها السّلام كان لها مجلس خاصّ لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء، وليس هذا بمُستكثَر عليها، فقد نزل القرآن في بيتها، وأهلُ البيت أدرى بالذي فيه، وخليقٌ بامرأةٍ عاشت في ظِلال أصحاب الكساء وتأدّبت بآدابهم وتعلّمت من علومهم أن تحظى بهذه المنزلة السامية والمرتبة الرفيعة

ذكر السيّد نور الله الجزائري في كتاب « الخصائص الزينبيّة » أنّ السيّدة زينب عليها السّلام كان لها مجالس في بيتها في الكوفة أيّام خلافة أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانت تفسّر القرآن للنساء

وفي بعض الأيّام كانت تفسّر « كهيعص » إذ دخل عليها أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لها

يا قرّةَ عيني، سمعتكِ تفسّرين « كهيعص » للنساء، فقالت: نعم

فقال عليه السّلام: هذا رمز لمصيبة تُصيبكم عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله. ثمّ شرح لها تلك المصائب، فبكت بكاءً عالياً

السيّدة زينب عليها السّلام المحدِّثة العالِمة

رُوي أن العقيلة زينب عليها السّلام خَطَبت في الكوفة خُطبتَها الغرّاء فتركت أهل الكوفة يَموجُ بعضُهم في بعض، قد رَدُّوا أيديهم في أفواههم، حيارى يبكون وقد تمثّل لهم هولُ الجناية التي اقترفوها، قال الإمام زين العابدين عليه السّلام لعمّته زينب عليها السّلام: أنتِ بحمد الله عالِمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة

السيّدة زينب عليها السّلام المدافعة عن حريم الولاية

مع أمير المؤمنين عليه السّلام

نافحت عقيلة الهاشميين عليها السّلام عن حريم الولاية، ووقفت إلى صفّ إمام زمانها عليه السّلام تدافع عنه وتجاهد في الذبّ عنه، فقد رُويَ أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا توجّه لقتال الناكثين الذين نكثوا بيعته وألّبُوا عليه في البصرة، وقال في حقّهم كلاماً جاء فيه «... واللهِ، إنّ طلحة والزبير لَيعلَمان أنّهما مُخطئان وما يَجهلان، ولربّما عالم قَتَلَه جَهْلُه وعِلْمُه معه لا ينفعه! واللهِ لَينبحنّها كلابُ الحَوْأب، فهل يَعتبر مُعتبر، أو يَتفكّر متفكّر ؟! ثمّ قال: قد قامت الفئةُ الباغية، فأين المُحسنون ؟

ونُقل أنّ عائشة أرسلت إلى حفصة كتاباً تقول فيه: ما الخبر ما الخبر ؟‍! إنّ عليّاً كالأشقر، إن تَقَدّم عُقِر، وإن تأخّر نُحِر. فجمعت حفصةُ نساءَ قومها وصِرن يَضرِبنَ بالدُّفوف ويَردِّدنَ ذلك الكلام، فأُخبِرت زينب عليها السّلام بذلك، فعمدت إلى الخروج إليهنّ وخرجت تَحفُّ بها الإماء ومعها أمّ سَلَمة زوجةُ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وأمّ أيمن، حتّى دخلت على النسوة، فلمّا رأتها حفصةُ استحيت وفَرّقت النساء، فقالت لها زينب عليها السّلام: إن تَظاهرتُما على أبي فلقد تَظاهرتُما على رسول الله صلّى الله عليه وآله مِن قبلُ

مع الحسين الشهيد عليه السّلام

أمّا دفاعها عن أخيها وإمامها الحسين الشهيد عليه السّلام، فقد رافقته إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد التي يَشيبُ لها الوِلدان، وقدّمت ابنَيها ( عوناً ومحمّداً ) شهيدَين في طفّ كربلاء، ولم يُنقَل عنها عليها السّلام أنّها نَدبت ابنَيها بكلمةٍ ولا ذَرَفت لفقدهما دمعة، فقد كان همّها الشاغل مواساة أخيها الحسين عليه السّلام بكلّ وجودها

روي أنها عليه السّلام دخلت على أبي عبدالله الحسين عليه السّلام في خِبائه ليلةَ عاشوراء، فوجدته يَصقِلُ سَيفاً له ويقول

يا دهرُ أُفٍّ لك من خليلِ... الأبيات، فذُعِرت وعَرَفت أنّ أخاها قد يئس من الحياة، وأنّه مقتول لا محالة، فصرخت نادبةً أخاها وقالت: وا ثُكلاه! ليتَ الموتَ أعدَمني الحياة! اليومَ ماتت فاطمةُ أمّي وعليٌّ أبي وحسن أخي، يا خليفةَ الماضي وثُمالَ الباقي


سيدتي يا مولاتي يا زينب يا ابنة أمير المؤمنين إن لساني يتلكأ؛ ويراعي يتوقف؛ وقلمي يجف وينكسر أمام مقامك الشامخ، وأما محاسن أخلاقك؛ وأعمالك؛ وجهادك؛ وصبرك؛ وتضحياتك؛ ومناهضتك ومناصرتك لأخيك الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)


رد مع اقتباس مشاركة محذوفة