السيرة الذاتية بحياة المفسِر للقرآن العلامَة الشيخ الحجاري الرميثي من العراق مع إيميل
تَكْمِلَة السِيرَةُ الذاتِيَة
فَتَحداهُم الشَيخُ بِرَحابَةِ صَـدرٍ مَمْلـُوءً بالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظةِ: وَهُوَ يَقُـُول فَمَّا
بَقيَّ إلاَّ دَلِـيلٌ واحِـدٌ يَسْلِكُونَهُ: وَهـذا القـَدرُ لا يَكْفِـي وَحـْدَهُ بتَمْيِّيز المُشكِلَة
فإنْ كانَت لَهُم عقـُولٌ ناجِحَة تـُمَيزُ هـذا فإنَـهُ لا يَخفِي عَلَيهِم جَوْهَـرَةَ خَيال
العَقـل البَشَري الـذِي لا يَتَوَقف يَوْماً عَنْ الإبداعِ إذا أرادَ العالِمُ المُفتِي لَهُم
تَفسِير القُرآن,, فَمَا هِيَّ الحَكْمَة التِي تَخفِيَّ السِّـر: وَالسِّـرُ يَخفِـيَّ الساحَـة
الشِيعيَة التِي تَمْتازُ القِدرَة بِعِلُومِها بأكْثرِ مِن ألْفِ عالِمٍ وَمَرجِعٍ مِنَ الأحياءِ
غـَيرُ الأمْـواتِ بأنَهُـم قادِرُونَ: أمْ لا يَسْتَطِيعُـونَ أنْ يُقـَدِمُوا لِمَذهَبِهِم حَـرفاً
واحِداً عَنْ تَفسِيرِهِم لِلقُرآن الكَريم؟؟؟
هذا السُؤالُ مَترُوكٌ إلى رجالِ الرمَيثَةِ الشُرفاءِ القادِرينِ أنَ يَقِفُوا مَعَ الحَقِّ
لإبانَةِ إيضاحِهِ فلَوْ إنَهُم جَمَعُوا وَعَدَدُوا العَوالِمَ وَالمَراجِعَ وَالدُعاةَ الشِيعِيَةَ
الأحياءَ مِنهُم غَيرُ الأمواتِ لَمْ يَجدُوا اليَوْم بَعدَ اليَوْمِ نَشاطاً بارِعاً بِرَجُلٍ فَـذٍ
غَنيِّ بالمَعارفِ وَالعِلُوم التِي يََسَْتَنـُوها الناس البَعِيدِينَ الغـُرباء كَأنَها المال
الأزَلِ فِي أكفِهِم جَعَلُوها زينَةَ الدُنيا وبَهْجََتُها: وَأساس الحَياة وَقَوامُها,,
فَمَنْ ذَا الذِي يَكُونَ في مُسْتَوى شَخصِيَة الشَيْخ ألحَجاري مَـنْ يُنافِسَهُ بِقَلَـمِ
تَفسِيرهِ مِنْ مَراجِعِ وَعَـوالِمٍ وَدُعاةٍ الذِينَ هُم تَجاوَزوا مَرحَلَةَ عِلُومِهِم فِيمَا
يُقَدِمُوا بلُغَتِهِم لِلناسِ العَطِشَةِ تَفاسِيرَهُم حَتى وَلَوْ كانَ حَرفاً واحِداً مَطبُوعاً
وَمَنشُوراً فِـي ساحَتِهِـم الشِيعِيَـة مُقارَنـَةً بالشَيخِ الحَجاري الـذِي هُـوَ الآن
وَحدَهُ لامُعِيناً يُناصِرَهُ في سَّدِ ضَوارعِ التَفسِيرِ وَعِلُومِه فِي ساحَتِنا الشِيعِية
وَلِلأسَفِ: ألَيْسَ هذا هُوَ مَذهَبُ أهْل البَيْت عَليهِم السَلام أنْ لاَّ يَخلـُوَ فِي أيِّ
وَقتٍ وَزَمانٍ مِنْ تَفسِير القُرآنِ وَعِلُومِهِ وَتَرتِيلَه, لأنَ الذِي فَسَّرَ القُرآنَ مِنْ
قبْلُ قرنٍ قـَدْ خَلى مَعَهُ تَفسِيرَهُ,,
وَهذا يَدلُ عَلى أنَ القُرآنَ هُوَ التنزيلُ العَزيز إنمَّا قَدَّمَهُ الله تَعالى عَلى مَاهُوَ
أَبْسَطُ مِنـْهُ لِشَرَفِهِ المُتَجَـدِدِ مَعَ كُـلِّ عَصْرٍ وَزمانٍ كَمَا وَرَدَ فِـي قولِـهِ: وَقال
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قـُرْآنَهُ)(القيامة18)
هذا دَلِيلٌ مَحضْ عَلى إنَ القـُرآنَ لَيْس هُوَ مَهمُوزٌ بِتَركِهِ وَإنَما وُجِـبَ عَليْنا
تَرتِلَهُ وَتَفسِيرَهُ وَالأَصْلُ فِـي هـذِهِ اللَّفظَـة: قـالَ الشَيخُ الحَجاري: فَمِنْ أيْـنَ
جِئتِمُونَّا بِهذا الافتِراء القـَذر أنْ تَبعِدُونَّا عَن تَفسِيرِ قـُرآن رَبِّنا: فإذا أرْدتـُم
الوقوف عَلى سِّرِ جَلِيةِ الأمْر فانظِرُوا إلى القـُرآنِ تَجِدُوهُ يََتألمُ مِنْ شجُونِهِ
فِي مَذهَبِكُم مَذهَب أهْل البَيْت وَالشَيخُ الحَجاري وَحدَهُ يَتَألم عَلََيْهِ مِمَا أصْبَحَ
مَهجُوراً بايِّتاً فِي كَلِماتِهِ مَطوِّياً عَلى رُمَّةِ وَرَقِهِ أكْـثرُ مِـنْ غضُونِ عشْرينَ
سَنَةً التِي مَضَتْ مِنْ بَعـدِ تَفسِيرِ السَيد الطَباطَبائي لِلمِيزانِ,, وَالسبْزواري
لِمَواهِبِ الرَحمن: ومَكارمِ الشِيرازي لَنْ يَتَصَفَحَهُ أحـَدٌ مِنْ عُلَمائِنَّا الأبْـرار
مِنْ بَعدِ هؤلاءِ الثَلاثَةِ لاَ رابِعاً مِنْ بَعدِهِم بِتَفسِيرِ القرآنِ,, فَلَيْسَ الإدانَةُ أنْ
تَقَعَ عَلى ذِمةِ ألشَيخ الحَجاري بِتَفسِيقِهِ مِنكُم يا أهلَ مَدِينَة الرُمَيثة: بَعدَ أنْ
أكَمْلَ لِمَذهبِكُم مُسوَدات تَفسيَرَهُ مِايَتَصِفُ مِنها ثَلاثونَ مُجَلَداً تارِكاً طِباعَتُها
مُدَةٌ طَويلَةٌ يَتألَمُ بانتِظارِها عَسى الحَـضُ أنْ يَحْضا لأيِّ مَرَجَعِ يَسْبِقـَهُ فـي
تَفسِير القُرآن: وَلكِن دُونَ جَـدوى وَالقـُرآنُ يُطالِبَهُم شاكِياً إلى اللهِ وَالشَيخُ
الحَجاري بِقَلَمِهِ هـذا يُطالِب أوْلئِـكَ المَراجِـع وَالعَوالِـم وَالدُعاة الشِيعِيَة أنْ
يَنصِرُوه فِي مَذهَبِهِ حَتى وَلَوْ كانَ بحَرفٍ واحِدٍ مِنهُم تَفسِيراً لِلقُرآن, يُعتَبرُ
دَواءً لِعِلَتِنَّا, وَتَقويَـةً لِمَذهَبِنَّا, وَسَـداً لِدِينِنَّا أسْـوَةً بالمَذاهِبِ الأخْـرى التِـي
جَمَعَت عِلُوماً لِلقُرآن مَا لاَّ نَهايَةً؟؟
وَلاَّ شَكٌ فِي ذلِكَ ما يَقولَـهُ الشَيخُ الحَجاري وَهُوَ يَعلِـنُ لِلجَميعِ لَقـَدْ تَمَيزَت
تِلكَ الرقعَةُ النجَفِيَة بأهلِها وَضيُوفِها وَهُـم فِي رحابِ أمِـيرَ المُؤمِنينَ عَليٍّ
عَليهِ السَلام بأنَها مَأوى لِبَحـْرِ العِلْـم وَالأدَب الـذِي لاَ أدَبَ مِـنْ بَِعـدِهِ يُأخَـذ
بَنَظَرهِ وَباعتبارِها المَرْكَز الحَيَّوي للحَوزاتِ العِلمِيَةِ وَالدراساتِ الدِينيَةِ مِنْ
بِحُوثٍ خارجِيَةٍ, وَسِطُوحٍ, وَقـراءَةِ مُقدَماتِ العِلـُوم الحَوْزَويَةِ مِـنْ جُملَتِها
دراسَةِ وَقـراءَة كتـُبِ ألأئِمَـةِ كَالمَلْحمَةِ الحُسَينِيَـةِ وَغَيْـرِها: وَشَـرْحِ ألفِيَـة
السيُوطِي, وَدِراسَـةِ شَـرْح اللـُمْعَة, وَقوانـِينَ اللـُغَةِ, وَالمَنْطِـقِ, وَالعِـرفان
وَالصَرْف, لِذلِكَ كانَت الحَـوْزَة رافِـداً مُهِماً فِي حَـياةِ العُلَماءِ, وَطَلَبَةِ الدِيـنِ
المُفَكرينَ العُظماءِ الذِيـنَ انبَثقـَتْ قِوائِمهِم مِن صَمِيم هـذِهِ البيئَة المَمْلـُوءَةِ
بالمُفكِرينَ؟ فأصبَحَتْ مَراجِعُنَّا وَعُلَماءُنَّا يَمْتازُونَ الشَخْصِيَة الثـَريَة بالعِلمِ
وَالأدَبِ وَالفِقـهِ والنَحُـو وَالإصُول فِـي رسالاتِهِم العَمَلِيَـة عِـبادَةٌ وَمُعامَلات
مِمَّا تَعاطـُوا للنـاسِ أجْـواءً مِـنَ الـوَلاءِ وَالإيمان الزاخِـر بالنَشـاطِ العِلْمِـي
وَالحَيويَة الدِينِيَة,,
وَلكنْ دُونَ جَدوى فِي دَربِّ حَياتِهِم الدِينِيَة التِي جَعَلَتهُم بَعِيداً فِي خَطواتِهِم
الأوْلى فِـي عَـدَمِ التَوْجِهِ نَحـوَ مَكاتِـبِ القـُرآن بإكْتِـشافِ عِلـُومِهِ وَمَعاجِـزِهِ
وتَفسِـيرهِ الـذِي هُـوَ الآن مِـنْ جُمْلـَةِ الاُمُـور التِي تَلعَـب دَوْراً أساسِـياً فِـي
تَكْويـنِ شَخْصِيَة رجُل الدِيـن المُقَلـَد لِرسالَتِهِ بشَكْلٍ عـامٍ لِلناسِ لِيُعتَبـَر هُـوَ
السَعِيُ عَطاءً عَلي صَعِـيدِ الفِكْـر الإسْلامِي أنْ يَكُونَ رَجُـلُ الدِين هُـوَ قـُرآناً
يَنْظَمُ مَعَ كُلِّ نَشاطاتِهِ الفِقهِيَة وَالعَقائِدِيَة وَمَّا هُوَ السِّرُ الذِي جَعَلَهُم بَعيدِينَ
كُلَّ البُعدِ عَنْ تَفسِيرِ القُرآن مَعَ إنَهُم يَمتَلِكُونَ زُمام القِيادَة المَرْكَزيَة الدِينِيَة
وَالرِياسَـةِ, وَالجـاهِ, وَالسِـيادَةِ, وَالزَعامَـةِ, مَـعَ السِعَـةِ بالكِفايَـةِ عَلى مَـنْ
يُوعِينَهُم عَلى تَصْحِيحِ وَتَنقِيحِ تَفاسِيرِهِم مِنْ وكَلاءٍ لَهُم, وَأساتِذة حَوْزَويَة
وَطـلابٍ بِجَلـْبِ الأحادِيـثِ القِدسِيَـةِ, وَالرواياتِ, مَعَ طِباعَتِها وَنَشْـرِها فِـي
الساحَةِ الإسْلامِيَةِ الشِيعِيَـة أسْـوَةَ بالمَذاهِبِ الأخْـرى التِي حَقَقـَت وَجَمَعَتْ
تَفاسِيراً لِلقرآنِ مَا لاَّ نَهايَة,, مَعَ إنَهُم سُنَةٌ تَعِبُونَهُم على ثـُِمَّةِ ما يَقرَءُونَ
ويُرَتِلُونَ القـُرآنَ عَلى عَشْرَةِ وجُوهٍ وَبِحِزْمَةٍ آلافٍ مِنَ القُراءِ,,
وَبالرغُمِ أصْبَحَ القرآنُ الكَريم وَراءَ ظهُورِ عُلَماءِ شِيعَتِنا وَكأنَهُم لا يَهتَمُوا
لِتَطْبيقِ قوْلِ رَسُولِ اللـَّهِ عِندَمَا قَـَدَمَ الكِتاب عَلى العِتـْرَةِ مُتَحَدِياً أعداءَ أهْل
بَيتِهِ وَقالَ (تاركٌ فِيكُم الثَقلَينِ كِتابَ اللـَّهِ وَعترَتِي أهْل بَبيتِي مَا إنْ تَمَسَكتُم
بِهما لَنْ تظلُوا مِنْ بَعدِي أبَداً) فَعَلِمَ النَبِّيُ أنْ يأتيَّ زَمانٌ مِنْ بَعدِهِ عَلى أمَتِهِ
بِهَجْرِهِم هـذا القـُرآن: وَمِنَ هـذا نـَزَلَ بِتَصدِيقِ قولِـهِ قـُرآناً (وَقَالَ الرَّسُولُ
يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)(الفرقان30)
بَلْ هِيَّ كَلِمَةٌ قرآنَيَة قالَها الرَسُول وَداخَلَها الشَيخُ الحَجاري بِعَقـلِهِ وَهُوَ فِي
مَنامِه يُخاطِب رَسُول اللهِ: وَقالَ يا رَسُولَ اللهِ فَكَيفَ يُهْجرَ القرآنَ وَأنتَ فِي
قَوْمِكَ تَحمِلَهُ,, فَسَكَتَ النَبِّيُ وَلَـمْ يَتَوَردُ مِنهُ جََواباً,, فَقالَ الشَيخُ الحَجاري
يارَسُولَ الله ألَيْسَ عَلِياً وَزيرُكَ مِن بِعدِكَ فَكَيفَ أنْ يُهْجَرَ القرآنَ فِي عَصْرِهِ
وَأنَتَ تَقول أنَ عَلِياً مَعَ القرآنِ وَالقُرآنُ مَعَهُ: فاخبْرنِي يا رَسُولَ الله فِي أيِّ
قَوْمٍ يَقَع حَدَث وقوعِ هذِهِ الآيَة فِي هَجرِهِم القُرآنِ فاختَفى النَبّيُّ عَنَ الشَيخ
فاسْتَيقظَ الشَيخُ الحَجاري فِي حِينِها مِـنْ نَومِـهِ مُتَصَفِحاً لِلقرآنِ فَعَثـَرَ عَلى
تِلكَ الآيَـة فَبَكى مِنْ ظُلْمَةِ أهْـلِ مَدينَتِهِ الرُمَيثَة بِمَا فَسَقـُوه: وَقالَ رَبِّي أنتَ
أعلَمُ بِقَلَمِي هذا الذِي لَيْسَ لَـهُ مِنْ سابِقَةِ عَلِـمٍ فِي دِراسَةِ القُرآنِ وَتَفسِيره
بِعلُومِهِ وَمَعاجِزهِ: كَمَا أنَ لَيْسَ أنَّا الكُفْء مِمَنْ تَخرَجَ مِنْ بَين يَدِي الفُقهاءِ
وَالمُجتَهدِينَ وَالعُلماءِ العُظامِ الذِيـنَ هُم يَمْتازُونَ الاجْتِهادِ مِمَا أُخَـذوا عَلي
عَواتِقِهم السَعِي بمُواصَلةِ مَسيرَتِهِم الفكْريَة وَدَربهِم الحافِلِ بالبَذلِ وَالعَطاءِ
وَالتَضْحِيةِ لِخِدمَةِ الإسْلامِ قرآناً وَدِيناً,,
فَرَجَعَ الشَيخ الحَجاري إلى فِراشِهِ يَطْلُبُ مِنَ اللـَّهِ ساعَةً لِيُرَوِعَ عَـنْ نَفسهِ
مِنْ فـَزَعِ الرُؤيَـةِ التِي أدرَكَتْ مَخاوِّفَهُ, وَبَينَما هُـوَ بَـيْنَ المَنامِ وَاليَقظةِ قَـَدْ
رأى رَجُلاً ثاغِراً يَبْتَسِمُ يَتَهاوى عَلَِيِهِ: وَعَلَيهِ وقـار شَيبٍ وَنُورٌ يَتَلألأُ عَلى
جَبينِهِ كَأنَهُ البَدرُ فِي أوَلِ لَيلَتِه: فَقالَ لَهُ الشَيخ الحَجاري ألَيْسَ الضَّحِكُ مِنْ
خُفَةِ السُفَهاءِ وَأنتَ الرَجُلُ الذِي تَخَلَـقَ بِنـُورِ الإيمانِ فـَلاَّ يَلِيقُ بِـكَ الضَّحِكُ
عَلى مَنْ أحاطَتْ بِهِ مَصائِبَ قومِه الرُمَيثَة؟؟
فَقالَ الرَجلُ المُشِيب: لاَ يا شَيخُنا الحَجاري أنَّـا لاَّ أضْـحَكُ إلاَّ عَلى نَصِيـبِكَ
الضائِِعِ الذِي ضَيَعتَهُ بِحزمَةِ سِنينٍ مَعَ أهْلِ مَدينَتِكَ الرُميثَة؟؟
فقالَ لَهُ الشَيْخ: أنَتَ رَجُلٌ غَريب فَكَيْفَ تَعَرفتَ عَلى هذِهِ المَديَنَةِ وَبَيَّنْتَ لِي
ضَغِينَةِ السُفهاءِ لِي مِنهُم غَيرُ الشُرفاءِ؟؟
قالَ الرَجُلُ: ألَيْسَ أنَ الطائِـرَ الحُـر لاَّ يَضَع بيْضَهُ فِي مَوْضِعٍ مَنْ لا يَـدْري
أَينَ هُوَ: فقالَ الحَجاري بَلاَّ: أنَّا قَـَد ضَيَعتُ وَقتِي مَعَ أهلِّ مَدينَتِي كَمَا ضَيعَ
الطَيْرُ بِيُوضَهُ: وَلكِن اخبِرنِي بِاللـِّهِ عَلَيْكَ عَلى جَلِيَةِ الأمْر؟ فَهَلْ لِي نَصِيبٌ
لأرتَقِيَّ المِنبَرَ الحُسَينِي بِجََدارَةٍ حُسينيَةٍ لأجِيلَ مِنْ نَوابِغِ الخُطباءِ عَزاءاً,,
قالَ لَهُ الرجُل المُشِيب: لاَّ يا شَيخ أنتَ أجْدَرُ عُنصِراً وَفذاً لاَّ تَتَنافى فِي قِيَّـمِ
شَخْصِكَ لأنَهُ لَمْ يَأتِي بِمِثلُكَ فِي مَشارِفِ العَقدِ الأوَل وَلاّ الثانِي فأنَتَ الدَواءُ
الذِي يَقَعُ عَلى الجَرْحِ المُلْتَهِبِ فَيُطِيب: قالَ الشَيخُ الحَجاري فَمَا وَراءُ هـذا
المَدح: قالَ الرَجُلُ المُشِيب أنتَ لَيْسَ يا شَيخنَّا ذاكَ الذِي ألهَمَكَ ربُكَ الكَريم
أنْ تَرتَقِيَّ المَنبَرُ الحُسَينِي كَما ارتَقاهُ غَيْرُك, فهُناكَ مَنْ يَسِّـد حاجَةُ المِنبَـر
المَلايَّينَ مِنَ الخُطباءِ وَالمُعَزينَ,,
قالَ الشَيْخُ الحَجاري: يا رَجُل أنتَ أبلَغُ مِنِّي بِكَثِيرٍ فَكَيْفَ يُسالِجَنِي العَقل أنْ
أترُكَ سَبيلُ الحُسَين فَهَل يَضِيعُ لِيِ أجْرٌ مَاجَهَدتُ وَقَرَأتُ وَحَفَظتْ فِي سَبيلِهِ
دُونَ أنْ لاَ أرتَقِيَّ مِنبَرَه,,
قالَ الرَجُلُ المُشِيب لاَ يا شَيخ أنتَ مِن هُنَّا وَمِنَ الآن قـدْ أرادَكَ اللهُ تَعالى لَهُ
لاَ لِلحُسَينِ, وَأنتَ سَوفَ تَـرى اللهُ مَعَ الحُسَين, وَالحُسَين مَعَكَ: قالَ الشَيخُ
الحَجاري كَيْفَ لِي أنْ أرى الله وَالحُسَين مَعِي,, قالَ الرَجُلُ: سَوفَ تَراهُمَّا
بِقَلَمِكَ الذِي مَدادَهُ ماءَ قَلْبُكَ مَا تَكْتُب,,
فَاخْتَفى الرَجُلُ المُشِيب الـذِي أدنـاهُ اللـَّه لِلشَيخِ الحَجاري فِـي مَنامِـهِ, وَإذا
بالشَيخُ قَدْ اسْتَيْقضَ مِنْ نَومِهِ مَشرُوح الصَدر مَصْقولُ الذِهنِ مُطْلَقُ النَفس
بالأمَـلِ, وَقـَدْ أُفسِحَت أمامَـهُ رقعَـة البُشْرى حِـينَ رأى تَعزيـزاً مِـنْ رُؤيتِـهِ
وَبشارَةً لِنبُأتِهِ التِي أوْصَلتْ فِي نفسِهِ مِنْ مَخايِِّلِ الرَجاءِ, فَسَرَت فِي نَفسِهِ
رَوعَةً, وَهَزَة فؤادَهُ فَرحَةٌ, وَأجَجَتْ في لـُبِ قَلْبِهِ نار الشَوْق مُهْجَةٌ تُؤْنِسَهُ
وَأُلْهِبَتْ أُوارَ الهُيام لَّهْفَةُ فِي عَقلِهِ فاتَضَحَ لَهُ مِنْ خِلالِ رُؤيَتِهِ الصادِقَة بِأنَ
الرِْزقَ الذِي يُلاحِقَهُ لاَ يَسُوقَهُ حِرصَ حَريصٍ، وَلاَّ يَردَهُ كَراهِيَة كـارِهٍ: فإنَ
لَيْسَ لأحِـدٍ أنْ يَفِـرَ مِنَ المَوْتِ كَمَا إنَ الرِّزقَ لاَ يَفرُ مِنهُ,, فَنِعمَةَ ربُّكَ تَقول
لاَ يَدرك أحَدٌ رزْقهُ كَمَا يَدركَهُ المَوْت مَعهُ؟؟
هذا هُوَ الرزْقُ الذِي جَعَلَهُ الله لِلشَيخ الحَجاري بَيْنَ الطاقَةِ وَالراحَة وَاليَقِين
وَالرِضا فَفطَنَ الشَيخ وَعَـرَفَ الرِّزْق مِنْ وَراءِ ذلِك بأنَ اللهَ مَا أرادَهُ لِلمِنبَرِ
الحُسَينِي كَمَا نَغَزُوه المُنافِقِينَ عَلَيْه: بَلْ أرادَهُ رَبَّهُ لِحِكمَتِهِ فِي تَفسِير قرآنَه
الذِي خَلى مِنْ مُفَسِريه فِي عَصْرِهِم هذا فأصْبَحَ مَهجُوراً عَلى رُمَّةِ وَرَقِه؟؟
هذِهِ هِيَّ ثَمَّة الرُؤيَـا وَحدَها شاءَتْ إرادَة اللـَّه أنْ يُعجِـزَّ المُنافِقِينَ ليُوقِفَهُم
ذاهِلينَ إذا تَصَّـوَبَ سِهامَهُم فَهِيَّ إلى نحُورهِم لاَ يَستَطِيعُونَ رَدَّهـا وَلاَّ هُـم
يَنْظرُون, تِلْكَ حِكْمَةٌ أرادَها الله أنْ يَجريَّ المُعجِزَة عَلى يَدِ الشَيخِ الحَجاري
بِقَلَمِهِ دُونَ عَـدََدِ الصِفُوفِ تُحاكِي أوْلِئِكَ الذِينَ درَسُوا وَبَرَعُوا فِي عِلومِهِم
عَلى يَـدِ مَراجِعِهِم وَعُلمائِهِم بِكُلِّ كَنائِنِهِم لِيُقارنُوا مَا استَنفِذُوا كُلَّ جهُودِهِم
فمَنْ ذَا الذِي هُـوَ الآنُ أقـْوى فِي مَحَـطِ السَبْق أهُوَ اللـَّهُ تَعالى المُلْهِمُ الذِي
ألْهَمَ الشَيخ ألحَجاري بِقَلَمِـهِ وَفَسَّـرَ القـُرآنَ وَأعطى: أمْ هُـمُ الذيـنَ درَسُـوا
أربَعُونَ عاماً وَأكـْثرُ مِـن علـُومِ الحَوزاتِ بِصِفـُوفٍ مُتَعَدِدَةٍ بِغايَـةِ بَراعَتِهِم
فَهُم عَنْ غَيرِ ألحجاري مِنَ الأعمالِ فِي تَفسِيرِ القُرآنِ أعجَز,,
فَعِندَها غَرِقَ الشَيخ الحَجاري بأفكارِهِ يُخاطَب نَفسَهُ, وَقالَ: إنَ هـذا العَمـَلُ
القُرآنِي لا يَنالَهُ إلاَّ ذُو حَظٍ عَظِيمٍ: فكَيفَ لِيِ أنْ أقومَ بتََحريرِ مُختَلَفِ العِلُومِ
وَالقضايا وَالمَواقِفِ الإسْلاميَةِ المُهمَةِ قُرآناً دُونَ أنْ أمتازَ دَرَجَةً حَوزَوِّيَـة
فَداخَلَهُ الرَيْبَ فِي يَقِينَهِ, وَتَخالَجَهُ الشَكَ فِي عَقيدَتَهِ وَهُوَ يُـرَدِدُ (لالالا) هذا
لاَّ مُحالَةَ أنْ أكُـونَ مُفَسِـراً لِلقُـُرآنِ دُونَ أوْلئِكَ المَراجِـعِ وَالعَوالِـمِ الشِيعِيَةِ
فَرَمى القَلَمَ مِن يَـدِهِ خِشْيَةَ أنْ لاَّ تَلـُوكَ الألْسِنَة الحَدِيث عِرضَهُ تارِكاً أمَلَـهُ
يَِتأمَـل نَجاح عُلَمـاءِ وَفُقهـاءِ أمَتِـهِ عَسـى أنْ يَحضُـوَّ حَضْوَّهُـم بِتَفسِيرِهِـم
القُرآنِ قَبْلَ أنْ يَحـْضاهُ الشَيْخ ألَحجاري بِقَلَمِهِ؟؟
وَلكنْ دُونَ جَدوى بالسَعِيِّ مِنهُم بِعـدَ فَواتِ الأوانِ الطَوِّيل, فَراسَلَهُم الشيخُ
عَلى هذا المَعنى المَذكُور لِسِتَةِ وَثمانِينَ عالِماً وَمَرْجِعاً فَلَمْ يَستَجِيبُوا لِقَوْلِهِ
بِمَّا طَلَبَ مِنهُم تَفسِير القُرآن؟؟
هكذا كانَ الشَيخُ ألحَجاري مَا أظَهَرَ لَكُم مِنْ قوْةِ إيمانِهِ وَأصْقِلَ بِكُم عزيمَتَهُ
فِي إعلانِهِ بنُور بَصِيرتِهِ وَبِحَياءِ نُورِ وَجْهِهِ قُرآناً حَتى تَهاوَت الناسُ عَليهِ
لِحُسْنِ خُلِقِهِ وَتَواضِعِه وَتَوَددِهِ الذِي هُوَ ضرُوري لِكَسْبٍ جماهيريَةٍ وَاسِعَةٍ
تـُعَززُ مِنْ مِنزِلَتِهِ بِتَفسِيرهِ الذِي خَـرَقَ بِـه الحُجُبَ بالحُجَةِ وَالبُرهانِ بِلـُغَتِهِ
البَلِيغَة مِمَّا اختَلَفَ مَعَ جَمهُورِ عُلَماءِ المُسْلِمِينَ بِبَعضِ التَفاسِيرِ قرآناً,,
وَالمُقابِلُ فِي ذلِكَ لاَّ يَعتَبَر تَفسِيرَهُ تَحدِياً عَلى مَنْ قامَ وَفَسَّرَ القـُرآن الكَريم
وَلاَّيَنْظرُ الشَيخ بالعَيبِ وَالشَنِئانِ لأهْلِ مَدينَةِ الرُميَثَة الذِينَ عابُوهُ وَسَخَرُوا
مِنهُ وَكَفَرُوهُ فِي دِينِهِ وَلكِنَهُ يَوْصِي بِذلِكَ وَيَتَألم عَليهِم وَيَقول أفَلا يَنظرُونَ
الشُرفاء بِمَّا حَدَثَ مِنَ السُفَهاءِ الرَّد القَبيح عَلى ذلِكَ العالِمُ الجَلِيلُ المُرتَقِي
إلى السِلَّمِ القُرآنِي بَتَفسِيرهِ مَعَ مُقارَنَتِهِ بالعُلَماءِ القُدَماءِ بَتَفاسِيرِهِم بِنَظرَةٍ
مِنَ المُبالغَةِ حَتى يَضَعُوهُ فِي صُـورَةِ الرَجُـلِ الخارقِ لِلعادِةِ المَوهُوبِ مِـنْ
نِعَّـمِ رَبِّـهِ الكَريم بأنَ ذلِكَ الرَجُلُ هُـوَ وَحَـدَهُ فِي الساحَةِ الشِيعِيَة الإسلامِيَة
يَقـُود المُجتَمَعات المُختَلِفَة بِمَذاهِبِها قـُرآناً مِـنْ تِـلكَ الشَخصِيَاتِ المَرمُوقة
وَالإعلام البارزَة: مَعَ تَقيِّمِهِـم الصادِقِ إلَيـهِ بِعَشَراتِ الآلافِ مِـنَ الرَسائِـلِ
وَالأسْئِلَةِ التِي اتخََذت لَـهُ حَيِّـِزاً جَوْهَرياً بالنَظَـرِ المَشْهُودِ وَالمَلمُوس عَـبْرَ
قََنَواتِ الانتَرنَت ذلِكَ تَقيِّيماً لِهذا الشَيْخ الحَجاري الجَلِيلِ الذِي وارَعَ النَفسُ
الزكيَة فِي تَراكُمِهِ الفِكْري وَالعَقائِدِي وَالفقِهِي بَتَفسيرِهِ علـُومِ القـُرآن وَمَا
ظَهَرَ مِنْ مَعجِزِاتِهِ فِي باطِنِهِ وَظاهِرهِ بأنَ لَـهُ مِنْ تَراكُمٍ تَفسِيرٍ ناجِحٍ جَعَلَهُ
ثَواباً لَهُ مِنْ خِلالِ خِدمَتِهِ لِلناسِ أجْمَعِينَ,,
فإنَ الشَيخَ الذِي كَنـى ذاتَـهُ بالشَيخِ الحَجاري الرُميثِي فاتَصَفَ اسْمَهُ بإسْـمِ
مِدينَتهِ الرُمَيثَة لِمَحَبَتِهِ إليهِم تارِكاً اسْمَ عَشِيرَته وَلَقَبَة وَأهْلَهُ, وَهُوَ لاَ يُريدُ
أنْ يُناقِـضَ شَخْصَـهُ بِتَفسِـيرهِ دَرَجَــة العُــلا عَليْهِـم كَغـَيرهِ مِـمَنْ أرادَ بَـيْنَ
الارْتقاءِ إلى السَماءِ أوْ الهبُوط بهِ إلى الحَضِيضِ بتقيِّيمِ شَخْصِهِ مِنهُم لَهُ,,
بَلْ أرادَ مِنْ أهْل مَدينَتِهِ أنْ يَكفُوا عَنهُ نِفاقَهُم: بَعدَ أنْ عَرَفَهُم إنَهُم لَيْسُ هُم
ذلِكَ الرِجالُ بتَحْقيقٍ قوْلِهِ عَـزَّ وَجَـل بتَأوِّيلِهِ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) بَلَ كانَ العَكْسُ مَا جَرى مِنهُم
بأنَ هذا الشَيخ لَيْسَ مِنْ بَينِهِم مِنْ هذا القَبيلُ كَغَيرِهِ لِيَعرفُوهُ ويَتَعارَفوا بِـهِ
فَنبَذتِمُوهُ حَسَداً وَبَغياً مِنهُم عَلَيهِ؟؟ وَمَا كانَ أمَلَـهُ إلاَّ باللهِ تَحقِيقاً لِقَولِهِ فِي
أجْرِ الآخِرَةِ بِمَا يَتَحَققَ لَهُ الثَواب (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
فَلا شَكٌ أنَ شاشَة الأنترنَت هِيَّ اليَوْم مِنْ أهَمِ الوَسائِلِ الإعلامِيَةِ المُتَطوِّرَةِ
وَمِنْ أضْخَم الأجْهزَةِ العِملاقةِ فِي الدَعايةِ والنَشْرِ وَالتثقِيفِ الإسْلامِي الذِي
لا يَزُولِ مَثلَّما تَزُول بَرامِج التَلفزيُون فِي حِينِ مُشاهَدَتِها: فَتَناثَرَت تَفاسِير
الشيخُ وَمُحاضَراتَه مِنْ خِلالِ النَشْـر وَالنَسْخِ المُتَبادلُ بَيْنَ المُجتَمَعاتِ عَلى
مرُورِ الأيام: فاشْتَهَرَ الشَيْخُ مِنْ خِلالِها وَلـُقِبَ بِلِسانِ الشِيعَةِ الناطِق قُرآناً
وَهذا اللَّقبُ هُوَ حَقاً اسْمٌ عَلى مُسَمى مِما يَخُوض القُرآن فِي الساحَةِ وَحدَهُ
فإنَ اللهَ القاهِر عِبادَهُ لَهُ مَوعِداً لَنْ يُخْلِفَهُ يَوْم القِيامَةِ لِيُعَذبَ بِما جَنَتْ يَداهُ
فَيُسِيقَ بِهِ إلى النارِ آثِماً وَبئْسَ مَصِير الظالِمِينَ,, وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِين

حَمِل السِيرَة الذاتِيَة لِحاسِبتكَ
على شِكْلِّ وُرد لِلطِباعَة
http://www.lamst-a.net/dldAbC16794.rar.html
http://www.lamst-a.net/dldAbC16794.rar.html

|