
12-28-2011, 05:37 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: ؟
المشاركات: 1,148
معدل تقييم المستوى: 15
|
|
حضرت السيّدة رقية عليها السلام واقعة كربلاء ، وهي بنت ثلاث سنوات ، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى ، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من القتل ، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت عليهم السلام إلى الكوفة ، ومن ثَمّ إلى الشام
وفي الشام أمر اللعين يزيد أن تسكن الأُسارى في خربة من خربات الشام ، وفي ليلة من الليالي قامت السيّدة رقية فزعة من نومها وقالت : أين أبي الحسين ؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً ، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهن سائر الأطفال ، وارتفع العويل والبكاء
فانتبه يزيد لعنه الله من نومه وقال : ما الخبر ؟
فأخبروه بالواقعة ، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها ، فجاءوا بالرأس الشريف إليها مغطّى بمنديل ، فوضع بين يديها ، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك ؟
يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك ؟
يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي ؟
يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه ؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر ؟
ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف ، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها ، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة ، فعلى البكاء والنحيب ، واستجدّوا العزاء ، فلم يرى ذلك اليوم إلاّ باك وباكية

آني رقيه آني السبيه
جرح اليتم
ياللي اتركتني بجرحين
جرح اليتم و الحادي
ظلموني بعدك يحسين
و نار الألم بفؤادي

أنا رقيه الطفلة المظلومه
أنا اليتيمة الواله المحرومه
أنا اللي عاشر صب عليّ همومه
ابقى غريبه و ضايعه و مهضومه
و بصدري نيران الحزن مضرومه
وأنا اللي كنت مدلـله و مخدومه
ما احتمل نار البين
هالتجري بين أقيادي
جـيبوا لي جيبوا لي حسين
يا عمه وين سنادي

بالشام حين الطشت صار قبالي
ظنيته زاد و ما شغل دلالي
ما كنت اظنه رأس ابوي الغالي
من شفت حال الابو تغير حالي
و تبددت كل دنيتي و آمالي
بعد العطوف اللي ما يفارق بالي
كنت ارتجي نور العين
روح الحبيب الهادي
عني رحل ابوي احسين
و أظلم عليّ الوادي

ليت انعمت عيني ولا شافت راسه
خده تريب مهشمات اضراسه
مغمض عيونه لا اشوف احساسه
يعرف رقيه ابنيته الحساسه
من يبطي ناحت دون أهله و ناسه
ما يبقى ليها نفس بعد انفاسه
جسم الابو صاير وين
يا رأس بنته تنادي
مشتاقه يا ابوي احسين
شوقي بدمعتي بادي

يا رأس ابوي توسد بأحضاني
و أذكر حنانك الاولي بوجداني
ارجوك ما اتحمل بعدك ثاني
تأخذ رضيعك للردى و تنساني
بعدك غريبة يا هلى و اوطاني
خذني يا ابوي خذني من احزاني
قلبي توزع شطرين
يا عزوتي و امجادي
خذني بحنانك يحسين
و تقبل استشهادي

لـ الشاعر علي ابراهيم
|