
12-26-2011, 05:04 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: ؟
المشاركات: 1,148
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
هند زوجة يزيد تزور الخربة
قال في معال السبطين: روي ان هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز (ابن خال عثمان) لما قتل أبوها بقيت عند أمير المؤمنين (ع) ولما قبض أمير المؤمنين (ع) بقيت في دار الحسن (ع) فسمع بها معاوية فأخذها من الحسن وزوجها من ولده يزيد، فبقيت عند يزيد إلى أن قتل الحسين (ع)، ولم يكن لها علم بأن الحسين قد قتل، ولما قتل وأتوا بنسائه وبناته وأخواته إلى الشام. دخلت امرأة على هند وقالت:
يا هند الساعة أقبلوا بسبايا ولم أعلم من أين هم، فلعلك تمضين إليهم وتتفرجين عليهم، فقامت هند، ولبست أفخر ثيابها وأمرت خادمة لها أن تحمل الكرسي، فلما رأتها الطاهرة زينب التفتت إلى إختها أم كلثوم وقالت لها: أخيه أتعرفين هذه الجارية؟ قالت: لا والله، قالت: هذه هند بنت عبد الله خادمتنا، فسكتت أم كلثوم ونكست رأسها. فقالت هند: أراك طأطأت رأسك؟ فسكتت زينب ولم ترد عليها جوابا.
ثم قالت لها: أخية من أي البلاد أنتم؟ فقالت لها زينب: من بلاد المدينة، فلما سمعت هند ذكر المدينة نزلت من الكرسي وقالت: على ساكنها أفضل السلام، ثم التفتت إليها زينب وقالت: أراك نزلت من الكرسي؟ قالت عند: إجلالا لمن سكن في أرض المدينة. ثم قالت لها: أخية أريد أن أسألك عن بين في أرض المدينة، قالت لها الطاهرة زينب: اسألي ما بدا لك، قالت: أسألك عن دار علي بن أبي طالب (ع)، قالت لها زينب، وأنى لك معرفة بدار علي؟ فبكت وقالت: إني كنت خادمة عندهم؟ قالت لها زينب: وعن أيما تسألين؟ قالت أسألك عن الحسين وأخوته وأولاده وعن بقية أولاد علي، وأسألك عن سيدتي زينب، وعن أختها أم كلثوم، وعن بقية مخدرات فاطمة الزهراء؟ فبكت زينب بكاء شديدا، وقالت هند: أما إن سألت عن دار علي (ع) فقد خلفناها تنعى أهلها، وأما إن سألت عن الحسين (ع) فهذا رأسه بين يدي يزيد وأما إن سألت عن العباس وعن بقية أولاد علي ، فقد خلفناهم على الأرض مجزرين كالأضاحي بلا رؤوس، وإن سألت عن زين العابدين (ع) فها هو عليل نحيل لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام، وهذه أم كلثوم، وهذه بقية مخدرات فاطمة الزهراء، وإن سألت عن زينب فأنا زينب بنت علي.
أنه زينب اليحچون عنـي
سليت المصايب ما سلنـي
مصايب احسين الدوهننـي
نزلن على اعيوني او عمني
فلما سمعت هند كلام زينب، رقّت وبكت ونادت: وا إماماه، وا سيداه، وا حسيناه، ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة.
ثم تناولت حجرا وضربت به رأسها فسال الدم على وجهها ومقنعتها وغشي عليها، فلما أفاقت من غشيتها قيل: فقامت وحسَّرت رأسها وشققت الثياب وهتكت وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام وقالت: يا يزيد أنت أمرت برأس الحسين يشال على الرمح عند باب الدار؟ رأس ابن فاطمة بنت رسول الله (ص) مصلوب على فناء داري. فوثب إليها يزيد فغطاها. فقالت: يا يزيد أخذتك الحمية عليَّ فلم لا أخذتك الحمية على بنات رسول الله (ص)؟ هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، وأنزلتهن في دار خربة؟ والله لا أدخل حرمك حتى أدخلهن معي. وفعلا أدخلتهن دارها بموافقة من يزيد، فأقمن المآتم ثلاثة أيام.
مأجورين
</B></I>
|