عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 08-24-2015, 08:26 AM
الصورة الرمزية نسيت انساك
نسيت انساك نسيت انساك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: 23
المشاركات: 971
معدل تقييم المستوى: 15
نسيت انساك is on a distinguished road

افتراضي


الحلقه 🌹6🌹

وترمي بجسدها على أحد الكراسي الجانبية في الجامعة والدموع تنصب لا إرادياً من مقلتيها، ثم تلتفت فجأة إلى نفسها، وأنّها في مكان عام ولا يجدر بها ان تتصرف هكذا، تمسح دموعها وتتجه إلى سيارتها لتعود للمنزل.

في المنزل وحين تصل آمال تتوجه إلى غرفتها مباشرة، تغلق عليها باب غرفتها وتدفن رأسها في مخدتها لتصرخ فلا يسمع أحداً صرختها : آآآه كم أحببتك، كم حلمت بك زوجاً، كم تمنيت أن أمشي إلى جوارك عروساً، كم وكم وكم ، والآن يحكم عليّ الزمن أن أبحث أنا عن عروسٍ لك؟! لم؟ لم أنا؟ لم تختارني أنا لتعذبني؟ لم تختارني أنا ليشمت بي من يشمت وأكون مرمى لسهامهن؟ آآآآه على حظي التعيس آآآه.

وفي لحظة آلامها، وصراخها، يقع بصرها على لوحةٍ علقتها في غرفتها منقوش عليها عبارة طالما أحبتها ولكنها ولأول مرة تلتفت إليها وتستشعر معناها، مسحت دموعها وتأملتها، وظلت تكررها بهمس" لعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور"،

شعرت آمال بمسحة ملكوتية على قلبها الموجوع، فاعتدلت في جلستها، تنفست الصعداء، وتوجهت لدورة المياه جددت وضوئها وجلست في زوايتها التي عشقتها حيث لا ملجأ إلا الله، وكان شهر شعبان قد حل، ففتحت المناجاة الشعبانية، وبدأت تقرأها بحزن، واسترسلت فيها وما إن بلغت " إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك" حتى انهمرت الدموع كميزاب يغسل همومها وأحزانها، أغلقت كتاب الدعاء وبقت فقط تفكر في رحمة الله الواسعة، وتتمتم" الحمد لله على نعمك ربي، كم أشعر بالراحة لأنك تحبني مولاي، شكراً لك ربي، شكراً لك يا حبيبي.

استعادت آمال قواها، وغسلت وجهها، ونزلت إلى الطابق الأرضي لتساعد العاملة في إعداد مائدة الطعام، حينها يتصل منتظر ليخبر اخته انه لن يحضر لتناول الغداء معها لأنه سيتاخر في الجامعة، فتحاول آمال أن تأكل الشيء القليل لتتقوى فقط من أجل إكمال ما نوت عليه، وبالفعل تبدأ في لملمة أفكارها من أجل إيجاد الفتاة المناسبة إلى قاسم، واستطاعت في غضون ساعة أن تضع قائمة لا بأس بها لتستطيع بعد ذلك تنقيحها وتسليمها للخالة حياة، وضعت قائمة لفتيات من خيرة فتيات المنطقة، وأجملهن، ومن أفضل العوائل.

أغلقت آمال الدفتر، وراجعت موقع الجامعة الذي سجلت فيه من أجل المسابقة المعلن عنها، فهناك شروط مسبقة تؤهلك للدخول من عدمه، وما إن رأت آمال اسمها ضمن قائمة المقبولين في دخول المسابقة حتى استبشرت خيرا، وانفرجت أساريرها، وحمدت الله كثيرا.

في المساء وبعد أن ارتدت آمال ثوب نومها القطني، وأسبغت وضوئها، وتهيأت استعدادا لسفرها الملكوتي كما كل ليلة، وقبل أن تتوجه إلى مصلاها، فتحت دفترها الخاص التي تكتب فيه برنامجها اليومي، أو أي شيء تحب أن تدونه حتى لا تنساه، وفتحت صفحة أسماء الفتيات المرشحات إلى قاسم، تأملت تلك الأسماء كثيراً، انقبض قلبها، ارتفع عدد نبضاته، شعرت بوخزٍ وألم فيه، استعاذت من الشيطان الرجيم، وكررت الصلاة على محمدٍ وآله، ثم فتحت برنامج الواتس أب وتواصلت مع الخالة حياة، وأرسلت لها القائمة، أغلقت الهاتف، وتوجهت نحو ربها، جلست في مصلاها وتذكرت أجمل ما تعلمته بعمق" لعلّ الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور" ومن ثم حلقت مع المناجاة الشعبانية من جديد " فقد هربت إليك ووقفت بين يديك، مستكيناً لك، متضرعا إليك، راجياً لما لديك ثوابي، وتعلم ما في نفسي، وتخبر حاجتي"

هنا توقفت آمال عن القراءة رفعت رأسها نحو السماء وكررت تلك العبارة " وتعلم ما في نفسي، وتخبر حاجتي" آآآه مولاي، واخجلتاه من نفسي، أأبكي على دنيا في حضرتك، اعذرني سيدي، ولكن الأمر خارج عن يدي، لقد تملك الحبّ مني، ويعلم الله أنني كتمت حبي له في أعماق صدري، فمذ كنت صغيرة وأنا أراقب شخصيته، كلامه، عقلانيته، هدوءه مع ذكاءه مع خفة دمه، ولكنني لم أبح لأحد قط غيرك سيدي، فلا غيرك يعلم ما في قلبي، ولن يعلم ذلك غيرك، فقط لي رجاء سيدي، خذ ذكراه من قلبي، ولا تسكن قلبي حباً غير حبك...

تبكي آمال وتبكي، حتى شعرت أن قواها قد أنهكت، أكملت برنامجها العبادي بألم وحزن، وعقدت نية الصيام لليالي البيض من شهر شعبان،و خلدت للنوم، وقررت أن لا تداوم في اليوم التالي إلا بعد الساعة الثانية.

كان يوم خميس، وقد وصلت آمال الجامعة عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، توجهت للقسم الثقافي التابع للجامعة لإكمال إجراءات المسابقة، وبالفعل ملأت آمال استمارة التسجيل، وأعطاها الموظف موعد إجراء المسابقة في القنصلية البريطانية مع شروط المسابقة وغيرها، اشترك في المسابقة قرابة الخمسين طالب، كان العدد كبير والتنافس أكبر، وقد علمت أن المسابقة على مراحل، وكل مرحلة تتأهل مجموعة حسب الدرجات، وأنّ الفوز سيكون حليف ثلاث متسابقين، ولكل منهم جائزة مختلفة حسب المرتبة، كما أن التسابق سيكون في الكتابة، والتحليل، إضافة إلى مسابقة الثقافة العامة، والمباراة الشفهية من خلال مناقشة موضوع حي معاصر، حماس كبير شعرت به آمال، و لم يكن همها الفوز بقدر ما هي تجربة تتعلم منها، وتضيف إليها شيئاً جديداً.

عادت آمال إلى المنزل عصراً بعدما أنهت كل ما عليها، فتحت باب المنزل الداخلي.

📍ماذ[اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة