عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-23-2015, 08:51 PM
الصورة الرمزية نسيت انساك
نسيت انساك نسيت انساك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: 23
المشاركات: 971
معدل تقييم المستوى: 15
نسيت انساك is on a distinguished road

افتراضي


الحلقه 🌹5🌹

تدخل زينب وتجلس مع آمال في الصالة الداخلية القريبة من غرفة الطعام، وتبدآن تتجاذبان الحديث، في هذه الأثناء ينزل منتظر من غرفته ليهم بالخروج، فيرحب بزينب بكل احترام وأدب، فترد عليه التحية بخجل، فيبادرها بالسؤال عن قاسم: كيف حال أخونا قاسم، انشغلت كثيراً ولم أسأل عنه منذ يوم استقباله، أبلغيه تحيتي.

زينب: بإذن الله، سأبلغه سلامك.

يودعهما، فتلحقه آمال لتستثيره وتداعبه ببعض الكلمات، فيدفعها بيده دفعاً خفيفاً وهومبتسم ويسرها بصوت منخفض: لا بأس سأريكِ ما سأفعله حين عودتي، سأنتقم أشد انتقام. ثم ينصرف لتعود هي إالى ضيفتها.

اعتذرت زينب في حديثها مع آمال عن كل ما حدث لآمال في بيتهم، وأعلمتها أن والدتها حينما علمت بالأمر استاءت كثيراً، وانها عرفت يومها أن آمال بسبب سوء معاملتهم غادرت البيت دون غداء، وبعد حديث طويل استوقفت آمال زينب قائلة: أخيتي، صدقيني لست متضايقة، بل على العكس، ما حدث علمني درساً كبيراً في الحياة، وأهمه كيفية التعامل مع أصناف البشر، صدقيني زينب، اكتشفت أنهم مساكين، سلوكهم هذا سيؤذيهم كثيراً، ولولا خوفي من الوقوع في الغيبة لحللت شخصية كل واحدة منهن، أما جمالي أو قبحي فهذا ليس من صنعي ولا صنعهن، إنه من صنع الله، وإذا كان لدى أي واحدة منهن اعتراض، فلتحاجج الله إن كان في مقدورها ذلك.

تبدو زينب متأثرة كثيرا مما سمعته، ترفع رأسها وتوجه سؤالاً إلى آمال: آمال من قال أنكِ قبيحة؟! أنتِ تملكين روحاً لا أجمل منها.

تبتسم آمال ابتسامة ألم وتقول: أملك روحا جميلة، لا شكلاً جميلاً أنتِ قلتها، ولست معترضة، بل راضية عن نفسي كل الرضا.

تنتفض زينب منزعجة وتقف فجأة: آمال اعطني يدكِ، هيا.

تمد آمال يدها إلى زيب حسب رغبتها وتقوم معها، فتتجه بها إلى أقرب مرآة، تنزع زينب نظارة النظر من على آمال، وتفتح شعرها، وتحركه بكفيها قليلا، وتقول لها : انظري إلى وجهكِ في المرآة، أنتِ جميلة، أتفهمين؟! جميلة جداً، ولكنكِ لا تدركين ذلك.

تقف آمال لوهلة متأملة، ومن ثم وفجأة تتلخبط و تقول: أووه ما الذي فعلته يا زينب، عن أي جمال تتحدثين. تلم شعرها من جديد، وتلبس نظارتها وتعود إلى حيث كانت تجلس مرتبكة، خجلة، متفاجئة.

تقترب زينب من آمال واضعة كفها على كتفها:آمال أقسم أنكِ جميلة.

تنفجر آمال في البكاء فجأة، وكانها طفل بحاجة إلى حنان أمه، فتأخذها زينب إلى حضنها، تحاول تهدئتها، تحضر لها كوب ماء، وبعد فترة من الزمن تهدأ آمال وهي ما زالت تتنهد من شدة البكاء، وتبدأ بالبوح لزينب: زينب، أوتعتقدين انني بلا قلب؟ نعم أنا سمينة، وألبس نظارة سميكة، وربما أهملت نفسي ولكن بداخلي أنثى تشعر كما تشعرون، تحب، وتحلم، وتتمنى... لربما ما جعلني كذلك أن ظروف غياب والدتي وضعني فجأة وفي عمر صغير في موقع الأم لأخواني الأربعة رغم أني أصغرهم، ولكن هكذا شاءت الأقدار، نعم نسيت نفسي كثيراً كثيراً، والآن أفقت ولكن بعد فوات الأوان، آآآه يا زينب ماذا أحكي وماذا أقول؟

تتنهد زينب وتبتسم في وجهها وهي تمسك بيدها: آمال، صدقيني، في حياتي لم أقابل إنسانة بروعتكِ.

من ثم تشير إلى قلبها وتكمل:"يكفي أنكِ تملكين هذا القلب الأبيض.

تحتضننان بعضهما بحنان، ومن ثم تستمر جلستهما إلى وقت صلاة المغرب، فتستأذن زينب وتهمّ بالإنصراف، فتودعها آمال بحفاوة كما استقبلتها، وتتجه لأداء صلاتها، وفي صلاة الغفيلة بين الفرضين ترفع آمال كفيها لتناجي ربها " إلهي لعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور"

تنهي آمال صلاتها وتتجه مباشرة إلى جهاز الحاسوب لتسجل في مسابقة الجامعة التي قررت الإشتراك فيها.

في صبيحة اليوم الثاني وفي أثناء تواجد آمال في الجامعة يرنّ هاتفها وإذا بها الخالة حياة، تتعجب آمال كثيراً، ترفع الهاتف لترد: أهلا خالتي كيف حالكم، سعدت جداً بمكالمتكِ.

الخالة حياة: وانا أسعد وردتي، كيف حال والدكِ وإخوتكِ، في الحقيقة اتصلت إليك لأمرين أولهما: اعتذر لما صدر اتجاهكِ في بيتي، أنا لا أقبل أن يُهان أحدٌ في بيتنا، ولو حدث ما حدث على مسمع مني لاتخذت إجراء يعيد إليكِ كرامتكِ.

آمال: لا يا خالة ليس لهذه الدرجة، الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك، لقد كان سوء فهم بالتأكيد وانا قد سامحتهن. تفضلي خالة اخبريني ما هو الأمر الثاني وانا في خدمتكِ.

الخالة حياة: سلمتِ غاليتي،الأمر الثاني يا حلوتي، أنّنا في طور البحث عن عروس لولدي قاسم، فكما تعلمين هو الآن قد أكمل دراسته، وعيادته سيتم افتتاحها خلال الشهر القادم، ولم يبقى إلا العروس.

آمال ترتجف وتحاول أن تبدو طبيعية: نعم نعم خالة بالتأكيد .

الخالة حياة: وولدي قاسم من درحة معزتكِ في قلبه أصرّ بنفسه أن نطلب منكِ أن تبحثي عن عروس له، فهو يثق بكِ كثيراً.

تقف آمال مذهولة، وهي ترتجف حزناً وألما، والهاتف يكاد يسقط من يدها، ولكنها تتمالك نفسها، والخالة حياة على الهاتف في الجانب الآخر تواصل حديثها:ألو ألو آمال هل ما زلتِ معي.

آمال ترد وهي مخنوقة بعبرتها: نعم خالة، لا تحملي هماً سأبحث له عن أجمل وأطيب عروس، أنتِ لا تعرفين درجة معزتي لقاسم، وبما انه طلب بنفسه أن أبحث له عنها فلن أخذله.

تنهي آمال المكالمة مع الخالة، وترمي بجسدها على أحد الكراسي الجانبية

📍ما الذي [اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة