الحلقه 🌹4🌹
في اليوم الثاني استيقظت آمال متأخرة قليلاً فقد كانت محاضرتها تبدأ عند العاشرة صباحاً، وما إن وصلت إلى ساحة الجامعة، حتى رأت مجموعة من زميلاتها وقد احتدم النقاش فيما بينهن، اقتربت آمال منهنّ: السلام عليكنّ، فيردنّ عليها السلام،
ومن ثم تقترب بتول منها: آمال، هل عرفتِ بموضوع المسابقة الأدبية في الجامعة لقسم اللغة الإنجليزية؟
آمال: لا يا صديقتي، ما الأمر؟
فترد عليها بتول بحماس: إنها مسابقة من عدة أقسام، الآن تم نشر شروطها، أنصحكِ يا آمال بالمشاركة، أنت متميزة وذكية، وبصراحة الجائزة شيء على مستوى، فالحائز على المركز الأول سيحصل على كورس مجاني مكثف في الصيف في جامعة أكسفورد في لندن.
آمال: حقاً، أممم لقد حمستني كثيراً يا بتول، يبدو أنني سأتوكل على الله وسأسجل اسمي، وحتى لو لم أفز لن أخسر شيئا.
في هذه الأثناء يرنّ هاتف آمال: ألو، أهلا زينب وعليكم السلام والرحمة، كيف حالكِ وكيف حال الخالة حياة، أنا بخير، أنتِ كيف هي أخباركِ وأخبار الجامعة، حياكِ الله عزيزتي، لا لا يوجد لديّ أي برنامج عصراً، تفضلي، سأكون في انتظارك عزيزتي.
تنهي آمال محاضرتها الأولى مع وقت الصلاة تقريباً، فتتوجه مباشرة إلى مصلى الجامعة لأداء فريضتي الظهر والعصر، في المصلى تقف آمال إلى جنب فتاة من الطائفة السنية وتضع تربة الصلاة وتشرع في صلاتها، وما إن انتهت من فرض الظهر، حتى استدارت إاليها الأخت وبادرتها بالسلام، فردت آمال عليها السلام بأحسن منه وقالت: غفر الله لكِ أختاه، إسمي آمال وأدرس الأدب الإنجليزي.
فردت عليها زميلتها : أما أنا فأسمي نوره من قسم إدارة الأعمال.
آمال: تشرفت بمعرفتكِ.
نوره: الشرف لي أختاه، أختي هل لي بسؤال؟
آمال: بالطبع نوره على الرحب والسعة تفضلي.
نوره: اعذريني، ولكن ثمة سؤال يحيرني، يبدو أنكِ من الطائفة الشيعية، ولقد تاكدت من هذا الأمر حين وجدتكِ تصلين على قطعة الحجر تلك.
آمال: نعم أنا من الطائفة الشيعية، وقطعة الحجر تلك هي من تراب كربلاء.
نوره: كربلاء؟! وهل هو سبب صلاتكم عليها؟
تبسمت آمال في وجه نوره وقالت: سؤالكِ وجيه يا نوره، وشكراً لأنكِ سألتِ، وإليكِ الإجابة عزيزتي، واعذريني لأنني سأجيب حسب ما لديّ من معلومات.
نوره:وأنا كلي آذان صاغية أخيتي.
آمال: عزيزتي نوره، إننا نصلي على قطعة الحجر حسب تعبيركِ لأننا وحسب رأي علمائنا لا يجوز أن نصلي على ما يؤكل أو يلبس، ولذا فإن أفضل شيء للسجود هو التراب، لو عدتِ لسنة رسول الله ستجدينه يصلي على حفنة تراب. وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سبط رسول الله، وبعد أن سالت دماءه الطاهرة عليها، اتخذ شيعة محمد وآل محمد تراب كربلاء لقداسته مكانا لسجودهم، ولكن لا يعني ذلك أن شرط السجود غلى هذا التراب، فيجوز كما قلت لكِ أن نسجد على أي شيء مما لا يؤكل أو يلبس.
نوره: أها الآن فهمت، يعني الموضوع اختلاف فقهي بيننا وبينكم، لأنّ علمائنا يجوزون السجود على القماش، فنحن نسجد على السجادة، شكرا لكِ أختي، تشرفت بمعرفتكِ، وأتمنى أن نجلس أكثر ونتطارح مثل هذه المواضيع.
آمال: أنا أسعد منكِ حقيقة، وحاضرة إليكِ في أي وقت، ولديّ مجموعة من الكتب ستختصر عليكِ الكثير، و سأبدأ بإعطائكِ كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، كتاب رائع جداً سيجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهنكِ.
نوره: حقاً، رائع جداً، ولكن اممم كيف لي أن أتأكد أنّ الكتاب موضوعي في طرحه؟
آمال: عزيزتي، الكتاب عبارة عن مطارحات بين عالم سني وعالم شيعي على هيئة مراسلات حقيقية، ولذا فإنكِ ستعيشين الدورين معاً، وستجدين ضالتكِ بإذن الله.
نوره: لقد حمستني كثيراً لقرائته، شكراً لأنكِ منحتني من وقتكِ الثمين، وأعتذر لأنني أخرتكِ عن إكمال صلاتكِ.
ضحكت آمال وقالت: نعم صليت الظهر، وبقيت صلاة العصر، وأنت تعرفين أننا نجمع بين الصلاتين، فالجلسة القادمة يبدو أنها ستكزن حول الجمع بين الصلاتين.
ضحكت نوره وطلبت رقم آمال للتواصل معها، فتبادلا الأرقام وودعتها.
أكملت آمال محاضراتها وعادت إلى البيت وإذا بمنتظر ينتظر وصولها ليتناولا وجبة الغذاء معاً،
وحين اجتمعا بادرته آمال: آه لقد نسيت أن أخبرك أن زينب ابنة الخالة حياة ستزورني اليوم.
وإذا بمنتظر يرتبك، ويتعلثم، وينزلق كوب الماء من يديه، فتتبسم آمال وتنظر إليه بنظرة جانبية: منتظر، ما بك، لم كل هذا الإرتباك، أمممم ما الخبر أخي هاااا .
وتبدأ في الضحك منتظر: أنا لست مرتبكاً ولا هم يحزنون، أنتِ تتوهمين.
آمال: لا بأس أتوهم، المهم سأنهي غدائي بسرعة، لأنها على وصول في أي وقت، تنهي وجبتها، وتقترب من منتظر شيئاً فشيئاً وهي تمازحه وتردد إحدى القصائد الحسينية التي تحفظها: خذني وياك أريد أبقى وياك، غربة هالدنيا غربة بلا أياك.
فينقض منتظر عليها ليضربها مزاحاً، فتحاول الهروب ركضاً عبر السلالم متجهة إلى غرفتها وهي تضحك.
في الخامسة تماماً يدق جرس المنزل، تتجه آمال لفتح الباب مستقبلة زينب بحفاوة: حبيبتي اشتقت إليكِ كثيراً.
زينب: وأنا أكثر عزيزتي، كيف حالكم وكيف حال الأهل؟ آمال: بخير غاليتي، تفضلي, تدخل زينب وتجلس مع آمال في الصالة الداخلية
📍ترى ما ا[اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
|