عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-19-2015, 03:59 PM
الصورة الرمزية نسيت انساك
نسيت انساك نسيت انساك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: 23
المشاركات: 971
معدل تقييم المستوى: 15
نسيت انساك is on a distinguished road

افتراضي


الحلقه 🌹2🌹
كانت امال تسمع حديثهم خارج الصف، فيرد آخر: لمَ ندخل؟
ويخفض صوته: أو تعتقد أنك ستجلس مع ملكة جمال الكون؟ يضحكون بصوت منخفض،
فيسأل آخر: خخخ ترا من بالداخل ؟ ها ؟ أخبرني،
فيرد عليه : ملكة جمال السمينات " ههههههههه

كلّ ذلك يجري على مسمع من آمال، ينكسر قلب آمال كثيراً، بل أنها لم تستطع حبس دمعتها: تتكلم مع ذاتها: ربِّ، تعلم أني لا أهتم بما يتنابزون به عليّ، إنما ما يؤلمني أنني لا أؤذي أحداً، ولا أدوسُ على طرف احد، وأتعامل مع الجميع بمنتهى الإحترام والأدب، أتعاون مع زملائي، بل وكلّ ملخصاتي رهن إشارتهم، لا أبخل على أحدٍ ممن حولي بما أستطيع، فلم هذه المعاملة؟!ولمَ كلّ هذه الأحداث تتجمع فجأة عليّ؟!
تتنفس آمال الصعداء: لن يوقفني شيء عن بلوغ أهدافي في الحياة، ورب العالمين لا ينظر إلى أشكالنا، إنما ينظر إلى قلوبنا وأرواحنا، فإن كنت ربّ لم تمنحني شكلاً يعجب الناس، فيكفيني أنني أملك قلباً ترضى أنت عنه، آمنتُ بك ربي"

تمر الأيام ويحدد موعد وصول الدكتور قاسم، أمل العائلة وطبيبها الأول، الشاب الوسيم جداً، الخلوق جداً، الشاب الذي يجمع بين الإلتزام، والإنفتاح على الغرب، الشاب الواعي المثقف ، الشاب المؤمن الطموح، الشاب الذي تطمح إليه كل فتاة، ولذا تجد بنات العائلة كلهنّ ينتظرنّ قدومه بحماس كبير، فمن تلك التي ستحظى بقاسم؟ هكذا كنّ يتهامسنّ، فقد تجمعت العائلة بأكملها يوم الخميس يوم وصول قاسم في بيت الخالة حياة، وهي والدة قاسم، المرأة القوية الشخصية، الأتكيت، المثقفة، المضيافة، كانت الأمهات تتجمع في مجلس العائلة الصغير، والرجال في الديوانية الخارجية، أمّا الفتيات فكنّ في الصالة الداخلية، وقد ارتدت كل واحدة منهن حلّة جديدة، وتزينّ بمساحيق التجميل، وكأنه يوم العيد قد حل، إلا آمال، فقد اتشحت بعبائتها السوداء، وكانت على طبيعتها كعادتها.
تقترب وردة من آمال، وتحاول أن تخلع آمال عبائتها: آمال اخلعي هذه العباءة، كأنكِ عجوز بيننا، وضعي لك قليل من البودرة، مع قليل من الكحل وأحمر الشفاه، لونكِ باهت"

فترد عليها آمال بلطف وأدب: شكراً يا وردة لا أحبذ، أفضل أن أكون كما انا.

ليلى: آمال، إنه قاسم، رفيق الطفولة، أممم هههههه.

آمال: وإن يا ليلى، قاسم، إن تذكرني فسيتذكر أجمل ذكريات الطفولة، فما له وشكلي.
تقاطعهم ندى: دعوها يا بنات على راحتها، في كل الأحوال المنافسة كبيرة، فمن الذي سيلتفتُ إليها بين كل هذه الأعداد، وكل بنت منكن أجمل من الأخرى"

زينب أخت قاسم تشعر بخجل كبير من وقاحة الفتيات، فتقترب من آمال لتأخذ بخاطرها، إلا أنها تتفاجأ بكلام آمال: عزيزتي زينب، لا عليكِ، اهتمي بضيوفكِ، أنا لا أبالي بهذه الترهات"

تبتسم آمال فتبادلها زينب الإبتسامة: أنتِ رائعة يا آمال كما عهدتكِ"

في هذه الأثناء تدخل الخالة حياة إلى الصالة التي تجتمع فيها الفتيات فتتهافت البنات عليها، كل واحدة تحاول أن تتودد إليها، علها تكون زوجة ولدها الوحيد، فالخالة حياة لديها إبنتان وولد هم، فاطمة إبنتها الكبرى متزوجة ومسافرة مع زوجها الذي يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، و قاسم هو الإبن الوحيد، ومن ثم زينب في سنة ثانية جامعة، وهي في عمر آمال تقريباً، بينما ترحب الخالة حياة بالجميع كعادتها ولا تستثني أحدا.

أما آمال فلم تغادر مكانها إلا حينما اقتربت منها الخالة فوقفت احتراماً لها وقبلت جبينها، وعادت إلى حيث كانت تجلس، في هذه الأثناء بدأت الفتيات باللغمز واللمز مجدداً، وفجأة تدخل الخالة نرجس بضوضائها وهرجها ومرجها ، تمازح تلك وتضحك مع تلك. الخالة نرجس هي جارة العائلة، و هي شخصية مرحة، فضولية، ثرثارة، لا تترك أحداً في حاله، وقد اعتاد الجميع عليها، وتقبلها كما هي، أخذت جولة في الصالة ومن ثم تحولت إلى مجلس الأمهات.
مر الوقت وإذا بهاتف زينب يرن، ترفعه وتقفز فرحاً، وتركض ناحية أمها: ماما ماما البابا اتصل يقول أن قاسم قد وصل وهم في طريقهم من المطار إلى البيت عشر دقائق تقريباً و ويكونون عند باب البيت، فتبدأ حالة الإستنفار في كل أنحاءه، البخور يدور، والعاملات يجهزنّ البوفيه المعد خصيصاً لهذا اليوم، وتبدأ الخالة حياة في تجهيز المبالغ النقدية التي ستنثرها على رأس قاسم، بينما الفتيات كلُ واحدة ترتب هندامها مجدداً، وآمال تراقب الوضع عن كثب وتتبسم بينها وبين نفسها وتقول في أعماقها: ما كذبت والله، الحال يشبه تماما أخوات سندريلا، ههه أينكِ أيتها الساحرة تعالي وغيري شكلي علي أحظى بنظرة من الأمير قاسم خخخخ"

الخالة نرجس تلتفت إلى آمال فتقترب منها: ها يا آمال كل الفتيات يتزينن للأمير قاسم إلا أنتِ يبدو أنكِ غير مهتمة"
هنا تنفجر آمال من الضحك، وكأنّ الخالة نرجس قرأت ما بداخلها، و بينما آمال في غمرة ضحكها، وإذا بصوت الهلاهل والصلوات وأصوات تكرر: حمداً لله على سلامتك يا دكتور، نورت البلد بعودتك، أهلا وسهلاً.
وأخيراً تشرق شمس قاسم، يدخل في وسط العائلة التي تهافتت فرداً فرداً للسلام عليه، والخالة حياة تنثر النقود والورد عليه، بينما تمسح الجدة دموعها، أما زينب فلم تتمالك نفسها فقد دفعها الشوق إلى ان ترتمي في حضن أخيها، أمسك قاسم بكتفيها برفق ونظر في وجهها وهو يمازحها: ها لقد ازداد طولكِ قليلاً، وإذا به يلمح دمعة اللقاء في عينيها، فيمسحها بحنان، بينما الفتيات يتغامزن بعد هذا المشهد، ثم يعرج قاسم على والدته يقبل رأسها وكفيها، فتتهافت نساء العائلة للسلام على قاسم، ثم تتملق كل واحدة من الفتيات بطريقتها، وتتفنن في طريقة إلقاء التحية، وبينما كان قاسم يرحب في كل واحدة منهن، ويرد التحية عليهن بأدب واحترام، كانت عيناه تبحث عن أحدٍ ما، فجأة يمشي خطوات نحو زاوية السلالم، كانت آمال تقف جانباً تبدو خجلة وكأنها تريد ان تتوارى عن الأنظار،
إلا أنّ قاسم لمحها من بعيد واقترب ليخصها بتحيته: كيف حالكِ يا آمال؟ هل أنتِ بخير؟ فارتجفت آمال، واحمرت وجنتيها، ولم تعرف بما تجيب، فأجابت بعفويتها: من أنا ؟
فابتسم قاسم: ها أنتِ كما أنتِ لم تتغيري، هههه، نعم أنتِ، وهل هناك آمال غيركِ هنا؟!
فابتسمت وأنزلت رأسها خجلاً وردت: شكراً لك قاسم، أنا بخير وحمداً لله على سلامتك.
هنا قطعت هدوء الموقف كعادتها الخالة نرجس: هاااا ماذا تقصدون، أتنثرون النقود ولا أحصل على شيء مما أنثرتم، أين حلاوة الوصول، وإلا إنكم ستضيعونها عليّ"
يضحك الجميع ابتهاجا وفرحاً، ويتجه قاسم إلى ديوانية الرجال بينما تعود النساء للإستعداد لتناول وجبة الغداء على شرف الدكتور قاسم.
كانت آمال في عالمٍ آخر، فهي لا تصدق ما حدث، بينما كنّ بنات العائلة يشتطنّ غضباً، فقد كانت وردة تقول متذمرة: نحن نتقرب منه ونرحب به، فيرد علينا من طرف أنفه، بينما هذه السمينة القبيحة، هو من يقترب منها، ويلاطفها ويمدحها، وعععع.

ترد عليها ندى: أعتقد أنه يشفق عليها، وهل تريدني أن أصدق أن مثل قاسم يهتم لأمر واحدة بمستوى آمال، وهو من رأى وعاشر في الغربة أجمل الجميلات، لاااا مستحيل.
آمال ما زالت تسرح في عالمها الجميل، وإذا بليلى مع بقية الفتيات يقتربنّ منها، بينما كانت ليلى تحمل في يدها وردة طبيعية، وتنتف بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وترميها في وجه آمال استهزاءً بها وتقول: يحبني، لا يحبني، يحبني، لا يحبني، وااااهااااااهههههها . إلى أين وصل بكِ خيالكِ ها ؟ اسمعي حبيتي، ليس معنى أنه خصك بالتحية، أن يكون معجبا بكِ.
فتواصل وردة: معجب !! معجب بماذا مثلاً

فترفع آمال رأسها ومن ثم تقف من على الكرسي بغضب وتقول: كفى، إلى هنا ويكفي تجريح.

📍ترى مالذي سيحدث
[اقتطعه واتساب]
__________________
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة